فضلت أن تكون هذه الزاوية معنونة باسم منتخب سورية للناشئات بكرة القدم دون الحديث عن أبطالنا في الأثقال الذين تفوقوا في البطولة العربية وحصلوا على كمّ هائل من الميداليات فأثقالنا كانت ولا زالت عنوان نجاح دائم في كثير من المحافل الرياضية ولها تاريخها العريق المحفور في الذاكرة على مدى عقود، أما فرقنا الأنثوية بكرة القدم وخاصة منتخب السيدات الذي شكل نقطة ضعف كبيرة في مسيرة المنتخبات الأنثوية، فسيداتنا على النقيض لم يشكلن في أي استحقاق مضى علامة فارقة فقد كانت خساراتهن تؤشر إلى خطأ ما في التشكيل أو التدريب كما وتشير أيضاً إلى خطأ يرتكبه اتحاد اللعبة نفسه في دفع منتخب لم يجهز للاستحقاق وذلك تلافياً لعقوبات يوقعها الاتحاد الآسيوي في حال عدم المشاركة. اليوم وفي بطولة غرب آسيا للناشئات شاركنا وتعادلنا مع الأردن أصحاب الأرض وفزنا على المنتخب الفلسطيني وخسرنا مع لبنان وأحرزنا المركز الثالث ومع أن النتيجة ليست كما نأمل إلا أنها المرة الأولى التي نشارك بها بالناشئات ونحقق فوزاً وتعادلاً. لم تكن فترة التحضير كافية من حيث المفهوم العلمي إلا أن الناشئات عبرن وبشكل جدي نحو الخطوة التالية فهن اللبنة الأولى والبداية وهي بداية ناجحة بالتأكيد وبهذا الرصيد يمكن للناشئات الانطلاق نحو نجاحات مستقبلية إن على صعيد الشابات أو السيدات. نحن ندرك بأن للرياضة الأنثوية علاماتها الفارقة وخصوصيتها ونحن نعرف بأن أغلب الأندية تتجاهل بقصد أو بغيره الرياضة الأنثوية لكن منتخبات الإناث هي شريك حقيقي لمنتخبات الذكور وهي متساوية في الحقوق والواجبات مع مراعاة الخصوصية التي تتطلب اهتماماً أكبر من الأندية واتحادات الألعاب. أن تبدأ بخطوة ناجحة وجدية وعلى صعيد كرة القدم اللعبة الجماهيرية أمر غاية في الأهمية، وأن يكون البدء بفئة الناشئات أمر مبشر، وأن تعطي هذه الخطوة ثمارها الأولية دليل بداية صحيحة، فإن استمر الاتحاد الكروي القادم في تطوير هذه الخطوة فسنحقق انعطافة ناجحة في مسيرة المنتخبات الأنثوية الكروية، وإكمال هذه الخطوة دون تردد واجب كي لا نعود إلى النتائج الصادقة التي عانينا منها في كل الاستحقاقات السابقة. مرحى للناشئات المجتهدات لأنهن في البدايات فأعمارهن تحت 15 سنة وبانتظارهن الكثير، ولتحفيزهن التقت القيادة الرياضية بهن وشجعتهن وأثنت على جهودهن ووعدت بتقديم كل ما هو ممكن لأجل استمراريتهن فقد قالت الناشئات كلمة مبشرة في غرب آسيا والباقي يقع على عاتق المسؤولين عنهم لاستثمار فرص نجاحهن على أكمل وجه وهذه مهمة أساس في أجندة الاتحاد القادم لإكمال الخط البياني صعوداً. مرحى لكن وبانتظار نجاحاتكن المستقبلية التي تعتمد على استمراركن ومثابرتكن.