أداء متعثر لم يرتق لمستوى التحضير

في النهائيات الآسيوية: منتخبنا الأولمبي تجاوز الدور الأول واصطدم بالعقدة الاسترالية

ربيع حمامة 2020, شباط 04 2153


فرضت العقدة الاسترالية نفسها من جديد لتحرم منتخبنا الأولمبي من عبور الدور الثاني (ربع النهائي) من نهائيات كأس آسيا للمنتخبات تحت 23 سنة لكرة القدم التي اختتمت مؤخراً في تايلند ونالت لقبها كوريا الجنوبية بعد تغلبها بالمباراة النهائية على المنتخب السعودي بهدف دون رد ، كما نالت استراليا المركز الثالث بفوزها على أوزبكستان بالنتيجة ذاتها لتتأهل المنتخبات الـ3 الأولى أولمبياد طوكيو 2020.

ولعب منتخبنا بالبطولة الآسيوية ضمن المجموعة الثانية بآمال عريضة فرضتها مقدمات إيجابية سبقت البطولة تمثلت برحلة تحضير شبه مثالية تخللتها مباريات استعدادية قوية متنوعة قدم فيها تشكيلنا مستوى ثابتاً بنسبة كبيرة وحقق نتائج جيدة مقرونة بمستوى عال وآخرها كانت البطولة الدولية في الصين ونيل ذهبيتها المستحقة .

لكن كل ما سبق لا يتعدى حبراً على ورق مع انطلاقة الصافرة الرسمية للاستحقاق الأهم وفيه يتحقق الإنجاز من عدمه، فعبر منتخبنا في تايلند محطة مهمة بالعبور بسلام إلى الدور الثاني حيث بدأ بتعادل مع قطر 2/2 كثرت فيه الأخطاء الفردية ، ثم انتفض بوجه الفريق الياباني وغلبه 2/1 ليتأهل كثاني المجموعة رغم خسارته أمام السعودية 1/0 بمباراة أداؤها للنسيان .. حيث خدمنا تعادل اليابان مع قطر بالمواجهة الأخرى ، ليلتقي بالدور الثاني المنتخب الاسترالي واستمرت معه العقدة وخرجنا من التنافس بهدف دون رد .. ونقدم بالسطور القادمة موجز ماقدمه منتخبنا بكل مباراة على حدة .

تعادل بالافتتاح

كما تقدم فقد وقع منتخبنا ببعض الأخطاء الفردية كلفته تعادلاً مع قطر بهدفين لمثلهما على استاد جامعة توماسات في إطار الجولة الأولى للمجموعة الثانية وأحرز هدفي منتخبنا عبد الرحمن بركات وعلاء دالي في الدقيقتين 31 و93 وسجل هدفي المنتخب القطري يوسف عبد الرزاق ومدافع منتخبنا يوسف محمد بالخطأ في الدقيقتين 1 و23.

ونجح الخصم في التقدم بهدف مبكر في الثانية 57 عن طريق يوسف عبد الرزاق بعد كرة عرضية لعبها هاشم علي من الناحية اليمني أخطأ حارس منتخبنا وليم غنام بتقديرها فصدها وسقطت أمامه لتصل إلى عبد الرزاق الذي وضعها مباشرة في المرمى.

وشهدت الدقيقة 23 تسجيل القطري للهدف الثاني عبر هجمة قادها همام الأمين من الجهة اليسرى ومررها عرضية ليحاول يوسف محمد المدافع إبعادها لكنه سددها بالخطأ في المرمى.

وأمام إصرار منتخبنا على تجاوز صدمة الافتتاح والتأخر بهدفين انطلق بكل قوته لينجح في تقليص الفارق في الدقيقة 31 عن طريق ركلة حرة مباشرة لعبها محمد كامل كواية من الجهة اليسرى انقض عليها عبد الرحمن بركات برأسه ليودعها في المرمى على يسار الحارس محمد البكري.

وزاد منتخبنا من ضغطه في الشوط الثاني من أجل إدراك التعادل حيث أهدر بعض الفرص وبعكس المجريات سجل حسن أحمد هدفاً تم إلغاؤه بعد الرجوع لتقنية الفيديو حيث اعتمد الخصم على المرتدات لمحاولة استغلال انطلاقة منتخبنا للهجوم ، وفي الدقيقة 93 انطلق البديل محمد حلاق كالسهم بعد أن خطف الكرة من آخر المدافعين ومرر عرضية قابلها دالي في المرمى مسجلا هدف التعادل (2-2) في الوقت القاتل.

فوز مؤزر

بدت مواجهة منتخبنا الثانية مع اليايان "استثنائية " حيث ضرب فيها منتخبنا عدة عصافير بحجر واحد .. حيث تفوق على الكمبيوتر الياباني جملة وتفصيلاً وتصدر مجموعته الثانية وعبر عن نفسه وفق معطيات تلك المباراة بأنه قادم للمنافسة على اللقب وليس عبور هذا الدور فقط ..

واعتلى منتخبنا صدارة المجموعة بعد فوزه بهدفين لهدف ليقطع تذكرة العودة للمنتخب المضيف لدورة الألعاب الأولمبية في الصيف المقبل بعد أن كبده الهزيمة الثانية في البطولة.

وافتتح منتخبنا التسجيل في الدقيقة التاسعة عن طريق هدافه عبد الرحمن بركات من ركلة جزاء بعد أن عاد حكم المباراة لتقنية الفار التي ثبتت وجود خطأ على كابتن المنتخب فارس أرناؤوط داخل المنطقة.

ليضغط بعدها منتخب اليابان بقوة بحثاً عن التعديل، وبعد سلسلة من الهجمات نجح في إدراك مسعاه عند الدقيقة الحادية والثلاثين عبر يوكي سكوما.

في الشوط الثاني أغلق منتخبنا الأولمبي مناطقه الدفاعية، ورمى المنتخب الياباني بكل أوراقه بحثاً عن الفوز، لكن تبديلات المدير الفني أيمن الحكيم أثمرت عن طريق الدالي الذي نجح عبر مجهود فردي كبير من الانفراد بالمرمى بعد أن سار بالكرة من وسط الملعب قبل التسجيل عن يسار الحارس الياباني في الدقيقة التاسعة والثمانين مهدياً النقاط الثلاث لمنتخبنا الأولمبي الذي رفع رصيده إلى أربع نقاط بفارق الأهداف عن السعودية ونقطتين عن قطر .

ومثل منتخبنا وليم غنام، خالد كردغلي، يوسف محمد، فارس أرناؤوط، يوسف الحموي، كامل حميشة (محمد زيد غرير)، خليل إبراهيم، محمد الحلاق (أنس العاجي)، عبد القادر عدي (علاء الدين الدالي)، زكريا حنان، عبد الرحمن بركات.

خسارة بأداء متعثر

خسر منتخبنا في آخر مواجهاته بالدور الأول مع السعودية بهدف دون رد قدم رافقه أداء للنسيان .. سمته التردد وعنوانه التخبط حيث تاه تشكيلنا بالملعب ليستلم الخصم زمام المبادرة والخطورة والتسابق على إضاعة الفرص ليخدمنا تعادل قطر مع اليابان بالمواجهة الأخرى الذي حجز لمنتخبنا مقعده بالدور الثاني (ربع النهائي ).

واعتمد منتخبنا في المباراة على الأسلوب الدفاعي البحت، لصد الامتداد الهجومي وأنقذ المدافع فارس ارناؤوط مرمانا من هدفين محققين عندما أخرج الكرة من خط المرمى الخالي من حارسه وليم غنام .. ولكن الدقيقة 80 أعلنت هدف الفوز للمنتخب السعودي، عندما سجل فراس البريكان في مرمانا بطريقة سهلة دون رقابة تذكر وسط غفلة من خط الدفاع.

واحتل أولمبينا المركز الثاني برصيد 4 نقاط بعد المتصدر السعودي 7 نقاط، بينما جاء المنتخب القطري ثالثاً بـ 3 نقاط والمنتخب الياباني المركز الأخير بنقطة وحيدة.

أفضلية ولكن.

تجاوز منتخبنا سلبيات ما سبق من مباريات وهذا الأمر بدا واضحاً في مباراة الدور ربع النهائي أمام الخصم الاسترالي لكن السيطرة والأفضلية والتفوق والفرص أمور لم تدم للنهاية ولم تشفع لمنتخبنا الخسارة بهدف والخروج المحزن .. والملاحظ أن نقطة التحول بالمباراة بدت منذ التبديل الأول الاضطراري بعد إصابة اللاعب محمد البري وما تلاه من تبديلات زعزعت تماسك الفريق وبدت هجماتنا فوضوية افتقدت التركيز والحنكة والحلول لعدم قدرة البديل على الاستمرار بالتفوق أو خلق أمر يقلب المباراة لمصلحتنا باستثناء محاولة كسب أخطاء وكرات ثابتة بمنتصف الملعب الاسترالي لم نستفد منها .

وانتهى الوقت الأصلي من المباراة بالتعادل السلبي ليتم ترحيلها للأشواط الإضافية خطف فيها منتخب أستراليا هدف الفوز وتحديداً في الدقيقة "102" عن طريق لاعبه الحسن تاوري ، لتتوقف عند هذا الدور حدودنا .