بطولة قادمة في دائرة الضوء تتطلب من أهل كرة القدم (الكثير)

تطلعات بانطلاقة مبكرة لتجاوز إخفاقات منتخبات الشباب والناشئين

ربيع حمامة 2020, آذار 14 11381


شباب كرتنا.. بريق وإشراقات سابقة خفتت منذ ثماني سنوات باتت فيها حدودنا تصفيات آسيا، الناشئون لم يكونوا أفضل حالاً فتوقفت حدودهم عند التصفيات القارية ذاتها منذ ست سنوات!

ثلاثة منتخبات شبابية خرجت من التصفيات القارية تباعاً، ومثلها على مستوى الناشئين خرجت أيضاً دون وضع أسباب أو دراسة معطيات ووقائع وسلبيات.

وبالتالي كان الخروج نتيجة طبيعية للتعامل معها وطريقة التعاطي مع مستقبلها.

واليوم إذ نسرد هذا الأمر فهو لأننا على أبواب مرحلة جديدة.. ولدينا الوقت والزمن بأشهر كافية للعمل (وليس للاستراحة) فما المطلوب؟

وكيف سيتغير الحال؟ وقد كنا بخضم تلك التجارب.. ونستعرض تفاصيلها علّ وعسى تكون لنا عوناً بالقادمات.

شباب متأرجح ولكن..

بعيداً عن منتخبات الرجال التي تبقى ملازمة للأضواء.. نحن على أبواب إيجاد الرديف على الأقل لاسيما وأن الأولمبي بات نجومه يفرضون أنفسهم على الساحة سواء بأنديتهم الرجالية التي تعول عليهم الكثير بناء على ما ظهروا فيه مع المشاركة الأولمبية الأخيرة بالبطولة القارية، ولكن ماذا عن منتخب الشباب وماذا نهيئ له للخروج من تأرجحه وأزماته التي تكررت؟

بداية وبعودة سريعة للوراء توضح ما كنا عليه فقد تواجدنا بفئة الشباب في أربع مناسبات عالمية في مونديالات أعوام 1989- 1991- 1995  وآخرها 2005 التي حملت فوزاً على الطليان بهدفين لهدف، سجلنا خلال تلك المشاركات إثني عشر هدفاً.

التواجد القاري رشفنا من منافساته 9 مرات هي 1988 (مركز ثان) 1990 (مركز ثالث) 1994 (البطل المتوج) 1996 (دور المجموعات) 2002 (ربع نهائي) 2004 (مركز رابع) 2008 (دور المجموعات) 2010 (دور المجموعات) 2012 (ربع نهائي).

في المسابقات القارية حققنا 21 انتصاراً سجلنا خلالها 66 هدفاً أغلاها فوزنا بالتواجد الأخير على السعودية 5/1 فأين أصبحنا منها الآن؟

في عام 2015 اعتذرنا بسبب مكان البطولة، وخرجنا بعدها من تصفيات 2017 و2019 بخفي حنين والأقرب كان الخروج الأخير المفاجئ ولكن في كل مرة كان الخروج دون أسباب أو شروحات توضع على طاولة اتحاد الكرة والتي قد لا تعيد البطولة، ولكن على الأقل لم تحدد فيها (مكامن الخلل) لتجاوزها بالقادمات كي لا تتكرر ويستمر الحال على نفس المنوال، تلك التي تظهر بعد البطولة ومنها وقوع منتخب الشباب الأخير بمطب الموافقة على تقديم موعد البطولة للتصفيات آنذاك بناء على طلب الخصم صاحب الأرض (طاجكستان)، حيث ساعدناه بموافقتنا ليلعب ضدنا بمنتخب ناشئين متأهل للمونديال ومجهز بأفضل طريقة.. ثانيها قد يكون اللعب بفترة التحضير مع منتخبات رجالية بمعظمها الأمر الذي ساعد بالبناء وعزز عملية الدفاع، لكن أفقد لاعبينا خبرة مواجهة الشباك وبالتالي قابلوا بالتصفيات منتخبات من أعمارهم وفي كل 10 مواجهات مع حارس المرمى كنا نسجل هدفاً فقط فضاعت (الطاسة) وضعنا التأهل ليس بسبب المستوى بقدر سوء تقدير بالتعاطي مع ماهية خصومنا بالتحضير، والدليل المستوى المرتفع للاعبين الذين يفعلون الكثير بدوري شبابنا الحالي و7 منهم هم هدافون للدوري والبقية يشكلون أعمدة أنديتهم بحسب مراكزهم ونتمنى هنا أن يبقوا تحت الضوء كنواة لفريق أولمبي قادم لاسيما وأن دوري الشباب الحالي يحفل بالكثير، وقد يكون الأفضل منذ سنوات طويلة على جميع الأصعدة فهل نوليه تلك الأهمية الكبيرة تماشياً مع الاهتمام بدوري الممتاز.

قد نعاني بالمنتخب الشبابي القادم لاسيما وأن الأعمار المطلوبة هي حالياً بفئة الناشئين وقلة منها مغمورة، قد تتواجد بدوري الشباب.. لكن المميزين بالدوري الأخير لن يفيدونا ولن نستطيع إشراكهم بحكم العمر مع المنتخب الشبابي القادم مع التنويه لعدم وجود دوري ناشئين حالي على مستوى القطر باستثناء بطولة محافظات دخلت مرحلة برود بالتعاطي معها ومع أهميتها وهنا بيت القصيد.. لأن الوصول لمنتخب شباب قادم قادر على التأهل يتطلب اهتماماً كبيراً ونوعياً بدوري ناشئين حالي لاسيما وأن التصفيات القادمة ستكون بعد أشهر كافية ووافية وتفرض علينا العمل والتخطيط بدراسة ناجعة ونقاط محددة منذ الآن.

منفذ قادم للنهوض

ما ينطبق على إعداد منتخب شبابي ينطبق من حيث العموم على منتخب الناشئين لكن الأخير أصعب نسبياً لأمور تبدو حتى الآن ضبابية ريثما يصدر ما يدل على أننا في طور الانطلاقة الصحيحة لها من قبل أهل اللعبة بعودة سريعة للوراء ولنجد موقعنا الحالي على الخارطة.. فإن تواجدنا كنا مونديالياً لهذه الفئة لأول مرة بالعام 2007 وصلنا به لدور الستة عشر بنتيجة أبرزها التعادل مع الأرجنتين سلباً آنذاك وخسرنا بصعوبة مع الإسبان 1/2 وفزنا على هندوراس بهدفين قبل الخروج بالدور الثاني على يد الإنكليزي 3/1 لنكرر المحاولة بمونديال تشيلي 2015 لكن خسرنا برباعيتين مع بارغواي وفرنسا وتعادلنا سلباً مع نيوزيلندا فرضتها قصة بات يعلمها الجميع بعدم ثبات إداري وفني وعاد الجميع لدياره دون الخوض بتفاصيل تلك المشاركة، ما جنيناه وما خسرناه، وما قد يمهد لشيء جديد قادم.

التواجد بنهائيات القارة للناشئين كان في 6 مناسبات هي أعوام 2002 (ربع نهائي) 2006 (مركز رابع) 2008 (ربع نهائي) 2010 (ربع نهائي) 2012 (ربع نهائي) 2014 (مركز ثالث مكرر مع أستراليا) سجلنا خلال تلك المشاركات 38 هدفاً.

أبسط ما يمكن القول إن مشاركتنا المونديالية الأخيرة تواجد 100 مدرب بأحد الدول التي كانت مشاركة لدراسة ما قدمه فريقها وتمت دعوة مدرب حراس مرمى منتخبنا آنذاك ليكون من بينهم ويدلي بدلوه بوقت أغلق أهل الكرة لدينا الملف بعد صافرة آخر مباراة لعبناها هناك.

السلسلة المعتادة كانت دعوة فريق وتشكيل كادر دون هدف بعيد قادم أو استفاضة بأسباب الخروج السابقة..

ليس بهدف العقوبة.. بل بهدف فهم الدرس أو الإبقاء على أمر إيجابي وتكريسه وتجاوز السلبي.. ولغياب ذلك خرجنا بخفي حنين كما حدث مع الشباب من تصفيات أعوام 2015- 2017 – 2019.

الصعوبة القادمة وعلى اعتبار أن المنتخب الناشئ سيتشكل بعد أشهر عديدة، هي أن الأعمار المطلوبة تندرج حالياً بفئة الأشبال.. وقد لا نستفيد من تجمعات الناشئين.. فأين هو دوري الأشبال وماذا أعددنا له من اهتمام على كل الأصعدة على اعتبار أن المميزين به هم عماد منتخب الناشئين القادم.

طغت على السطح منذ أسبوعين مسألة تشكيل منتخب ناشئين.. لكن الفكرة أجهضت بعد أيام وتم إلغاؤها على اعتبار أن هناك أولويات ولكن الأجدى أن ننطلق منذ اليوم إذا ما أردنا للمنتخب القادم أن يرى النور ويرحل إلى ما بعد تصفيات آسيا وهو بحال تحقق سيكون إنجازاً مبدئياً للجميع والعودة للسكة الصحيحة.

زبدة الحديث

على مدار 6 أشهر ضجت ملاعب العاصمة وغيرها من المحافظات ببطولاتها على مستوى الناشئين والأشبال حيث إن المتأهلين الأوائل بكل فئة سيلعبون فيما بينهم على لقب بطولة الجمهورية كدوري مصغر اعتمد على التوزع الجغرافي سيلتقي بنهائياته النخبة.. وبعيداً عن صاحب اللقب ما يهم هو آلية الاستفادة من هذه البطولة، بداية بشكلها المفيد بعيداً عن مرحلة (سلق المراحل) مروراً بتشكيل لجنة من مدربين لهم شأنهم بقيادة هذه الفئات لاختيار المميزين ليكونوا نواة المنتخبين القادمين بعيداً عن المزاجية ليأخذ كل لاعب موهوب حقه وفرصته الكافية لإظهار قدراته في ظل مساحة انتقاء وافية للمدربين المعتمدين للاختيار، ومن هنا تكمن أهمية المرحلة القليلة القادمة.. فبقدر ما سيكون الاهتمام بنهائي بطولة المحافظات للفئات العمرية كبيراً بقدر ما سنحدد ماهية المرحلة القادمة ومدى قدرتنا على العودة للساحة القارية بتلك الفئات وهو ما سننتظره وندعمه وسنواكبه من مبدأ التشاركية بين الإعلام والنهضة الكروية المنشودة.