عن كلاسيكو سورية... جدليات أم مسلمات

الاتحاد 2022, شباط 12 700


ولأن الفوضى هي العنوان لكل ما يحيط بنا فقد تهنا وبتنا لا نفرق بينهما "بين الجدليات والمسلمات".
ولأنها الأقدار فقد شاءت ان تتتالى المواجهتان، أن يجمع الأسبوع الثاني عشر من دورينا الأحد الفائت، الكرامة مع ضيفه الاتحاد على أرضية ملعب الباسل في حمص، ثم أمس الجمعة حين استضاف الجيش نظيره الكرامة على أرضية ملعب الجلاء في العاصمة دمشق لحساب الجولة الثالثة عشرة من المسابقة.
لكن.. أيهما كلاسيكو البلاد؟
عن هذه الجدلية بالذات سأتحدث، الكلاسيكو بمسماه الجميل وصداه الواسع، أي اللقاءين هو كلاسيكو سورية، أم هل من لقاء ثالث يمكن أن ينتزع هذا المسمى كلقاء الاتحاد مع الجيش مثلاً -وهذا ما كنت أعتقده شخصياً أثناء وقبل كتابة المادة-، وعلى ماذا يجب أن نعتمد لنمنح أحد اللقاءات هذه الصفة وهذا المسمى.
يشاع في السنوات الأخيرة أن مباراة الكرامة والاتحاد هي بالضبط ما نتحدث عنه، لا أفهم كيف يتجه العديد هذا الاتجاه وعلى ماذا اعتمدوا في ذلك.
نعم كانت لقاءات الفريقين تجذب أنظار الجميع -دول الجوار أيضاً- في سنوات خلت، جماهيرياً وإعلامياً وتنافسياً، لكن للكلاسيكو مقومات عديدة لا تنطبق على مواجهة الفريقين -الكرامة والاتحاد- ولا على طبيعتها ولا على تاريخيتها وهذا الأهم.
فلنفصّل الحالة معاً، أكثر الفرق تتويجاً بلقب المسابقة، هم فرق : الجيش الكرامة والاتحاد، فاز الجيش ببطولة الدوري 17 مرة وهو أكثر المتوجين بذهبها، يليه فريق الكرامة بثمانية ألقاب، يليه فريق الاتحاد بست بطولات.
حلّ فريق الكرامة وصيفاً في اثني عشر مرة، ستة منها خلف الجيش وثلاث خلف الاتحاد، أما الاتحاد فقد انتزع الوصافة في تسعة مواسم، ثلاثة منها خلف فريق الجيش ومثلها خلف الكرامة، أما الجيش فقد جاء وصيفاً في ست مناسبات، واحدة منها خلف الكرامة.
كلاسيكو سورية الحقيقي
لا يستغرق الأمر طويلا لبيان الحالة التنافسية بين الفريقين الجيش والكرامة، أكثر الفرق تتويجاً بالبطولة، مع ظهور واضح لحالة تنافسية على مستوى الوصافة التي يتصدر ترتيبها الكرامة باثني عشر مرة نصفها كما اسلفت كانت خلف الجيش بالذات.
وهذا تماماً ما يسري في كافة دول العالم، طبعاً مع التأكيد على شمول الحالة التنافسية على أكثر من حقبة زمنية "الحالة التي حضرت سابقاً بين الجيش والشرطة لكنها لم تتجدد مع تتالي السنوات، فغاب الشرطة عن دوره الذي لعبه ذاك الوقت، ومات كلاسيكو زمان".
هو التاريخ يا سادة فرفقاً به وبمسلماته وبجدلياتنا، ولنتفق معاً على أن لقاء الجيش والكرامة هو كلاسيكو سوريا الحقيقي.
* ليث بيرقدار