كرة الحرفيين في حالة ضياع؟!

محمد هاشم إيزا 2019, تشرين الأول 12 2169



قبل نحو ثلاثة أسابيع انخرط فريق رجال نادي الحرفيين في حصة تدريبية تحت إشراف المدرب المؤقت محمد بودقة والإداري فاضل غشيم، وفي اليوم التالي حضر إلى ملعب الحمدانية بهدف التمرين أربعة لاعبين فقط من أصل ما يزيد على 35 لاعباً التزموا بالحصة السابقة بعد إعادة تجميع عناصر الفريق، ثم انقطع الجميع عن الحضور وتوقفت تدريبات رجال الحرفيين حتى هذه اللحظة والسبب في ذلك المعلومات التي وصلت اللاعبين عن عدم إمكانية قيام الإدارة بتأمين عقود ورواتب عناصر الفريق وبالتالي ما تزال كرة هذا النادي في حالة ضياع تام تمهد لزوالها وغيابها عن دوري الدرجة الأولى كما هو شائع في أوساط كرة حلب، وفق ما يتردد داخل وخارج أروقة النادي الأمر الذي سيؤدي إلى شطبه من أسرة اتحاد الكرة إن تم تطبيق المادة 27 من لائحة الانضباط بحق النادي.

نغمة متكررة

واقع كرة الحرفيين اليوم يعيدنا بالذاكرة إلى الموسمين الماضيين حيث تكررت ذات النغمة وبالكاد لملم القائمون على النادي صفوف الفريق بالأوقات المتلاشية وجمعوا ما يمكن تجميعه وخاضوا الدوري الممتاز فهبطوا للدرجة الأولى بينما هبط فريق الشباب من الممتازة إلى الثانية مباشرة لتخلفه عن معظم مبارياته وانسحابه في مرحلة الإياب، وذكرنا في محطات سابقة أن أسباب تلك السقطات تتجسد بالعامل المالي وصعوبة تأمين مستلزمات فرق النادي التي تحمل رئيسه محمد جمال حبال معظم نفقاتها فيما نكث الآخرون ممن اعتبروا داعمين عن وعودهم، وسار الموسم الماضي وسط أيام مظلمة ضاعت خلاله كرة الحرفيين بين متاهات الإنفاق والحواجز القاسية؟!

ما يستجد من أمور

واقع الحال يؤكد أن أصحاب القرار الحرفي تخلوا تماماً عن فريقهم بعد شعورهم أن رياضة النادي ترتب في أعناقهم مسؤوليات مادية هم بغنى عنها، توضح ذلك بتسويف وعودهم ومماطلاتهم بهدف تمشية وتمضية الوقت إلى حين انطلاق الدوري، وعندها تتعذر المشاركة وبالتالي سيكون قرار الشطب أو الهبوط للدرجة الثانية حاضراً وهو مخطط بات معظم المتابعين يقرون بأنه قرار ظني مخفي في النفوس وهو اعتقاد راسخ جازم في نفوس القائمين على النادي بحلب الذين يؤكدون أن قيادة منظمة الاتحاد الرياضي العام وعلى وجه التحديد اللواء موفق جمعة لم يبخل وقدم ما في وسعه لدعم النادي خلال الأعوام الخمسة الماضية في الوقت الذي قصر التنظيم الحرفي بحق ناديهم بوضوح.. لكن ما هي الأمور المستجدة لنقف عليها؟!

على لسانه

رئيس النادي محمد جمال حبال يقول في شأن توقف التمارين فجأة: أمام إلحاح لاعبي الفريق الذين التزموا معنا بالتمارين وطلباتهم بتسوية أوضاعهم المالية السابقة واللاحقة للاطمئنان على مصيرهم ومستقبلهم في ظل عدم وجود سيولة مالية من أية جهة كانت، قمت بإبلاغ إداري الفريق وضاح نيال بضرورة إعلام اللاعبين جميعاً بأن صندوق النادي فارغ وأن الواقع المادي لا يشير إلى إمكانية تجاوز أزمته الحادة، فمن شاد من اللاعبين أن يبقى معنا في إطار هذا الواقع نحن نرحب به متمنياً على الجميع تقدير ظروفنا ومن شاء أن يرحل نحن على استعداد لتسوية وضعه، فما كان من أغلب اللاعبين إلا أن استنكفوا وغابوا عن المتابعة وحضر في اليوم الثالث أقل من عدد أصابع اليد الواحدة وهذه حقيقة فضلاً عن الإداري والمدرب المكلف محمد بودقة.

تواصل

لم أنقطع عن الاتصال مع رئيس الاتحاد العام للحرفيين في القطر ناجي الخصوة وطلبت منه تحويل مبلغ سبعة ملايين للنادي كحد أدنى من أجل متابعة المشوار بدوري الدرجة الأولى، لكن لم أتلق إجابة أو استجابة بكل صراحة، فلا شيء يبشرنا بالخير والأمور تشير من سيئ إلى أسوأ حيث الوعود تتوالى بلا تنفيذ ويكفيني ما دفعته من جيبي خلال موسمين بحدود 63 مليون ليرة، وعليه ضمن هذه المعطيات فإن فرص مشاركتنا بالدوري ضعيفة ولا تصل نسبتها إلى 10% إلا إذا وصلنا ما طلبناه فالوقت يمر وايام انطلاقة الدوري باتت معدودة، وإن استمر الحال على ما هو عليه سنكلف فريق الشباب بالمشاركة بديلاً عن الرجال لأن غايتنا هي البقاء بدوري الأولى وفريق شباب النادي مستعد ويتدرب يومياً بشكل منتظم تحت إشراف مدربه رامي الحسن.

أمنيات

(الحبال) رئيس النادي تمنى إنهاء هذه ا لمعضلة وحل العقدة لافتاً إلى أن رئيس الاتحاد العام للحرفيين سبق أن وعد بتحويل 25 مليون من واردات تبرعات الإيصالات بعد أن تم اعتماد نادينا مركزياً على مستوى القطر ولم يصلنا شيء، وعن أسباب استبعاد إداري الفريق فاضل غشيم عن العمل أوضح (الحبال):

إن الغشيم إداري متابع ونشيط عمل معنا موسمين بالدوري الممتاز ودفع من جيبه سلفاً مالية في الأمور المستعجلة، وكنت أقوم بتصفية ما دفعه من جيبي، وبالفترة الأخيرة كان هناك تحفظ عليه بالعمل ضمن كادر الفريق من قبل اتحاد الحرفيين بحلب لأسباب لا أعلمها الأمر الذي جعلني أستعيض عنه بالنيال.

وختم الحبال بالقول: ما هكذا يكون رد الجميل لناد مجتهد ونشيط حافظ خلال موسمين على اسم وسمعة كرة حلب واستقطبت نجوم ناديي الاتحاد والحرية لكن حالياً تخلى عنه الجميع وتركوه يصارع ويغرق ليدخل مرحلة السقوط تدريجياً بعكس رغبتنا وطموحنا بالاستمرار ليكون نادينا ثالوث الكرة الحلبية مع الاتحاد والحرية.. هذا هو واقعنا مع الأسف لذلك اقتضى التوضيح والتنويه..؟!