كرة الفتوة والحلول الغائبة

مالك الجاسم 2021, كانون الثاني 16 1362


بقيت معاناة الفتوة قائمة، وبقي طعم الفوز غائباً برغم كل الحلول التي تسعى الإدارة الزرقاء لوضعها عسى أن تكون عاملاً مساعداً في عودة مسار الفريق للطريق الصحيح، ومع الجولات العشر التي قطعها الدوري الممتاز، تذيل الفتوة الترتيب في المركز الثالث عشر برصيد ثلاث نقاط حصل عليهما من ثلاثة تعادلات أمام الشرطة والطليعة وأخرها الساحل، فيما خسر سبع مباريات، وبقي له ثلاث مباريات أمام الوثبة والوحدة والحرية.

ومن خلال هذه النتائج يتضح أن هناك مشكلة في بنية الفريق تكمن في الضعف الدفاعي وهذا يفسر عدد الأهداف التي هزت شباكه، وبلغت 12 هدفاً، فيما سجل مهاجموه ثلاثة أهداف وهي مشكلة أخرى في العقم الهجومي، وبات فريق الفتوة حديث عشاقه الذي يطلقون الصرخات للقيادة السياسية والرياضية في دير الزور للتدخل وتقويم مسار هذا النادي صاحب الصولات والجولات الطويلة، وأمام هذه الصرخات تنبري إدارة الفتوة لتتصدر المشهد باجتماع دعت إليه بدمشق يضم عدداً من الخبرات الرياضية والإعلاميين لمناقشة واقع الفتوة الحالي، وإيجاد الحلول، ومع هذا الاجتماع الذي أدى إلى الكثير من الأخذ والرد بطريقة الدعوة وغياب الكثير من الأسماء عن حضور هذا الاجتماع.

وبالعموم حضر الاجتماع حوالي 50 شخصاً وكان من المفترض وحسب ما تم الإعلان عنه بصدور بيان ختامي، ولكن ذلك لم يحصل على الرغم من أن الصفحة الرسمية للنادي أشارت لذلك، ولكن في اليوم الثاني اكتفت الصفحة بنشر مادة بعدة أسطر توجز الاجتماع.

وما هي إلا أيام قليلة حتى صدر عن الإدارة الزرقاء قرارات جديدة بقبول اعتذار المدرب الحالي عساف خليفة، وتعيين سائد سويدان مديراً فنياً، ومطيع دوغوط ويامن شلبي مساعدان للمدرب، ومالك شكوحي مدرباً للحراس، ومع صدور هذا القرار برزت الكثير من ردود الأفعال من الشارع الرياضي بأن المشكلة لا تكمن في المدرب بالرغم من أن الإدارة قامت من ذي قبل بتغيير المدرب.

وفي الإطار العام ما زالت الأمور داخل نادي الفتوة بحاجة للكثير من العمل، وقد أثبتت المباريات العشر التي خاضها الفتوة في الدوري بأن هناك عدة مشاكل وفي مقدمتها: التعاقدات التي قامت بها الإدارة بالتعاون مع المدرب الأول للفريق والتي أثبتت أن الكثير منها لم يكن موفقاً، وهذا يفنده المستوى الفني للفريق بالرغم من أن هناك من يقول: بأن الفتوة في بعض المباريات قدم الأداء ولكنه لم يربطها بالنتيجة، وهذا الأمر لا يعترف به في كرة القدم التي تعترف فقط بالنتائج والموقع الآمن على سلم الترتيب، والأمر الآخر هو التزمير والتطبيل الذي يسبق كل مباراة والذي عانينا منه طويلاً خلال السنوات السابقة ولكنه لا يزال حاضراً حتى الآن.

وأمام كل ما يجري داخل نادي الفتوة، بدأ الكثير يطالب بعودة الفتوة للعب في دير الزور واعتماد أحد الملعبين، التجريبي أو ملعب الميادين، وكما نعرف أن الفتوة يشكل رقماً صعباً إذا ما لعب على أرضه وبين جمهوره.

الفتوة ما يزال يعاني، والقيادة الرياضية في دير الزور تتابع مجرى الأمور، ودعت لاجتماع موسع لمناقشة واقع هذا النادي، ووضع الحلول السريعة حتى يعود الفتوة لمستواه ويحقق النتائج التي تفرح جماهيره العريضة.