رضوان جوهر: كرة اليد ليست بخير وهذا ما تحتاجه للنهوض

الاتحاد 2019, تشرين الأول 12 1958



تعتبر كرة اليد من الألعاب الرياضية العريقة في بلدنا.. ولها جمهورها المحب العاشق الذي يتابع نشاطاتها ويواكب مبارياتها.. وتأتي كرة اليد مع كرة السلة بالدرجة الثانية من الاهتمام بعد كرة القدم، وفي أندية معينة تأتي بالمقدمة.

حول واقع كرة اليد السورية وسبل النهوض بها التقينا بأحد أبرز خبراتها المهندس رضوان جوهر الذي واكب اللعبة لاعباً متميزاً ثم مدرباً خبيراً وإدارياً متألقاً، لعب مع فريق النجوم نادي النواعير (الجماهير سابقاً) حين أحرز بطولة القطر 12 سنة متتالية، وتخرج على يديه عدد كبير من اللاعبين النجوم، وكان إدارياً ناجحاً لعدد من المنتخبات وعضواً في اتحاد اللعبة.

حول هذا الموضوع يقول المدرب المهندس رضوان جوهر:

تمر كرة اليد السورية حالياً بمرحلة لا تحسد عليها، ولولا الغيورون عليها ربما انحدرت أكثر ومع ذلك لابد هنا من إبداء الرأي في الواقع الحالي وآفاق وطموحات أسرة اليد في مستقبل هذه اللعبة وسبل ازدهارها وإعادة الألق لها والتي شهدت إنجازات جيدة بدءاً من بطولة الدورة العربية عام 1976م.

ويمكن أن نصف واقع اللعبة الحالي ثم نضع الحلول الناجعة للنهوض بها، يقتصر نشاط اللعبة الآن على عدة أندية أبرزها النواعير والطليعة والجيش والشعلة، واجتهاد بعض الأندية الأخرى (الاتحاد، دير عطية، الكرامة، الدريكيش، والجزيرة) وبعض الأندية التي تمارس فيها اللعبة فقط على مستوى السيدات (الشرطة، قاسيون، النصر، النبك، محردة.. الخ).

ويلاحظ في ذلك:

1- ضعف انتشار اللعبة على المستوى الأفقي فقد خسرنا مراكز متميزة في هذه اللعبة على مستوى فرق الأندية أو على مستوى اللاعبين المتميزين الذين يرفدون المنتخبات الوطنية.

2- ضعف النشاط الرسمي نتيجة قلة عدد الأندية وعدم وجود محفزات ومنها المشاركة في النشاط الرسمي للاتحاد وبذلك لا يلعب اللاعب كحد أقصى في العام أكثر من عشر مباريات وهذا العدد هزيل مقارنة مع برامج الدول المتطورة في هذا المجال التي تقول إن اللاعب يجب أن يشارك في حوالي خمسين مباراة سنوياً بين الدوري والنشاطات الأخرى، ونتيجة لذلك يبقى لاعبونا بعيدين عن الفورمة وعن مستوى المنافسة عربياً وآسيوياً.

3- عدم الاهتمام بمسألة اختيار المواهب حيث تعتبر هذه الخطوة هي الأساس الصحيح في عملية إعداد اللاعب.

4- ضعف اهتمام الأندية في هذه اللعبة نظراً لتوجيه معظم الدعم والاهتمام للعبة كرة القدم، ولا يبقى لكرة اليد إلا الفتات، وكما نعلم بأن الإمكانيات المادية أصبحت شيئاً أساسياً في أي عملية تطوير نرغب بها ونخطط لها.

حتى الأندية المركزية والكبيرة تعاني من هذه المشكلة ويجب على القيادة الرياضية إيجاد الحلول المناسبة لهذه المشكلة وإلزام إدارات الأندية بتوفير الإمكانات اللازمة للعبة.

5- اختيار اتحاد اللعبة من خيرة الكفاءات الوطنية الغيورة على النهوض بهذه اللعبة وأن يكون اتحاد اللعبة قادراً على وضع البرامج والرؤى المستقبلية وأن يتم تحديد الأهداف بدقة وحسب الإمكانيات المتاحة والوصول إليها رغم ما يعترضها من صعوبات.

6- أن تحظى اللعبة بالاهتمام الكافي وأن يتم دعمها مادياً ومعنوياً وإعلامياً وأن تكون على سلم أولويات نظراً لكونها مؤهلة للمنافسة عربياً وآسيوياً وربما عالمياً إذا تم تأمين مستلزمات نجاحها وتفوقها، ولنا في الفرق المصرية خير مثال، ولا أريد أن أسهب في الكلام عن التجربة المصرية رغم إحاطتي واطلاعي على تفصيلاتها، ولكن أحب أن أذكر باختصار شديد بعض ركائز التجربة المصرية، فكرة اليد في مصر تشهد في الآونة الأخيرة تألقاً غير عادي فقد حصلت مصر مؤخراً على بطولة العالم للناشئين وبتفوق واضح أذهل الجميع وقدّم للعالم كرة يد عصرية فيها من فنون اللعبة ما يكفي ناهيك عن الإعداد البدني المبهر إضافة إلى الصفات المتميزة للاعبين، ثم إن منتخب الشباب المصري تألق ولعب في المربع الذهبي وكان قريباً من الحصول على اللقب. وأثمرت جهود الخبراء المصريين عن تفوق عالمي واضح تجاوزت فيه دول المقدمة في العالم مثل (فرنسا، والدانمارك، إسبانيا، ألمانيا، السويد، النروج..ألخ).

وللعلم إننا في سورية قادرون على تنفيذ الأفكار والبرامج، ولكن ينقصنا الإرادة والتصميم من المعنيين والذي يستوجب أن يكون لدينا منتخبات دائمة وأن يتم تأهيل مدربينا الوطنيين على أعلى المستويات فنحن لدينا مجموعة من اللاعبين والنجوم في منتخباتنا الوطنية يشرفون على تدريب الأندية ويجب أن نوفر لهم فرص التأهيل والتطوير.

وأحب أن أقول أخيراً إن مسألة التطوير هي مسألة وطنية وليست واجب الاتحاد الرياضي لوحده رغم أنه يجب أن يتحمل المسؤولية الأكبر ولكن يجب أن يكون التطوير محل اهتمام الجميع من هيئات ووزارات وجهات داعمة وغير ذلك فالإنسان السوري مبدع وخلاق وقادر على صنع المستحيلات.