الحايك: لدينا حظوظ بإحراز ميداليات في بطولة آسيا وبهذه المقومات نعززها

مصارعتنا.. لهذه الأسباب تراجعت وبهذه الشروط تعود

أنور البكر 2019, أيار 22 1837


تعد المصارعة بنوعيها الحرة والرومانية من اعرق ألعابنا الرياضية التي تمتلك رصيداً حافلاً بالإنجازات, وسجلاً طويلاً من الأسماء التي استطاعت أن تخلد نفسها بين أبطال الرياضة السورية بحروف من ذهب, وكانت المصارعة في الماضي القريب القاطرة الرئيسية التي تجر عربات بقية ألعابنا إلى الإمام على سلم الترتيب في اكثر من دورة عربية ودولية وإقليمية.., فأين هي اليوم مصارعتنا من هذا الإرث الذهبي في انجازاتها ومن هذه السيرة العطرة لأبطالها الكثيرين بل والكثيرين جداً.., (الاتحاد) حاولت البحث عن اجابات لبعض تلك الاسئلة مع محمد الحايك أحد نجومها اللعبة السابقين والذي كلف مؤخراً بأمانة سر اتحاد المصارعة إضافة إلى كونه مدرباً وطنياً وحكماً دولياً.. أسباب يقول (الحايك) أن رياضة المصارعة تأثرت بظروف الحرب اكثر من غيرها من الألعاب, بسبب تمركزها في عدد من المحافظات التي عانت ويلات الحرب أكثر من غيرها وبشكل خاص ادلب ودرعا وحلب والرقة, إضافة لهجرة عدد كبير من اللاعبين والكوادر العاملة باللعبة أو انكفائها عن العمل رغم وجودها داخل القطر لأسباب متنوعة بعضها خاص وبعضها لعدم رغبتها بالعمل مع اسماء معينة طفت على سطح اللعبة, ويضيف (الحايك) سبب آخر هو تخلي الكثير من ادارات الاندية عن دعم رياضة المصارعة كونها غير منتجة بالمفهوم المادي الذي يقيسون به فاعلية وإنتاجية الالعاب التي يعتمدونها في انديتهم. توصيف ويشرح (الحايك) الواقع الحالي للعبة فيقول إن الثقل الاساسي للعبة هو العاصمة دمشق وبشكل خاص في اندية الجيش وبردى والشرطة وغيرها وتعد محافظة درعا أحد معاقل المصارعة الحرة فيما تتفوق حمص بالرومانية, ومن المحافظات المجتهدة والمتطورة باللعبة القنيطرة واللاذقية, أما في حلب فهناك مؤشرات ايجابية من خلال التوجه نحو الفئات العمرية لإعادة بناء اللعبة بالمحافظة وكانت اولى الثمار تحقيق المركز الأول في بطولة الجمهورية للأشبال التي اقيمت مؤخراً, وفي الحسكة عادت اللعبة لتنشط مؤخراً عبر المدرب مهيدي حمزة الذي اصر على المشاركة في بطولة الجمهورية الأخيرة بلاعبين اثنين, نجح أحدهما بالحصول على المركز الثاني لأحد الاوزان, أما مصارعة ادلب فهي حاضرة رغم كل الظروف عبر المركز المشترك للاعبي حماه والرقة وادلب في الصالة الرياضية بحماه بعد ترميمها مؤخراً, ولتفعيل العمل اكثر في هذا المركز تم إضافة عضو لاتحاد اللعبة هو جهاد الأسعد للإشراف على العمل هناك. حلول يرى (الحايك) أن مصارعتنا قادرة للعودة إلى التألق خلال وقت قصير إذا ما توفرت لها بعض المقومات اللازمة لأن الخامات والمواهب موجودة وتحتاج الرعاية والاهتمام وفق خطة عمل محددة الخطوات والأهداف والإمكانات المطلوبة, وهذا الأمر يتطلب معسكرات داخلية وخارجية كافية وفرص احتكاك ومشاركات مناسبة, إضافة إلى استقرار اداري باتحاد اللعبة والأجهزة الفنية للمنتخبات التي يجب ان تدعم بمدرب اجنبي والذي بات ضرورة ملحة حالياً كونه لم يتوفر لكوادرنا الفنية أي فرصة او دورة تدريبية متطورة منذ عام 2011, وحتى لو توفرت امكانية ارسال البعض منهم حالياً فإن هناك عائق اللغة امام اكثر كوادر اللعبة, ويرى (الحايك) أن الأفضل والأسرع فائدة حالياً هو استقدام مدرب اجنبي يشرف على تدريب المنتخبات ويقدم المشورة والخبرة للمدربين الوطنيين. استحقاقات وحول ابرز الاستحقاقات لمصارعتنا هذا العام نوه أمين سر اللعبة بالانجاز الذي حققه ابطالنا قبل ايام في البطولة العربية في تونس في عودة مبشرة للعبة إلى ساحة المنافسة العربية, وأوضح أن اقرب امتحانين للعبة سيكونان في مطلع تموز القادم وهما بطولة آسيا للشباب في تايلند وبطولة آسيا للناشئين في كازخستان, وستكوم مشاركتنا تقريباً بأربعة لاعبين في كل بطولة منهما وسيكون الاختيار وفق تجارب انتقاء رسمية, ويعتقد (الحايك) أن لدينا فرصة في البطولتين للمنافسة على ميداليات ولكن إذا ما اردنا أن نعزز هذه الفرص, فعلينا البدء مباشرة بالمعسكر الداخلي المغلق للمنتخبين, إضافة إلى توفير معسكر خارجي لمدة ثلاثة اسابيع, واضاف (الحايك) أن هناك استحقاقات لمنتخب الرجال ابرزها البطولة العربية في مصر خلال شهر تشرين اول القادم والمشاركة ستكون نوعية وكذلك الأمر في دورة المتوسط الشاطئية في اليونان خلال شهر آب القادم. انسجام سألنا (الحايك) من موقعه كأمين سر لاتحاد المصارعة هل يرى أن التشكيلة الجديدة للاتحاد قادرة على الانسجام وبالتالي الاستمرار اكثر من غيرها؟؟ وهل تحظى بالقبول من قبل الكوادر العاملة في اللعبة؟؟ فأجاب بأن الانسجام موجود بين اعضاء الاتحاد والأهم هو حالة التكامل الحاضرة في التشكيلة الحالية التي تضم الاداري والفني إلى جانب تمثيلها الجغرافي للعبة, أما مسألة القبول فهي موجودة لدى (80%) من الكوادر وهي نسبة عالية جداً برأيه.., وعن مدى الدعم الذي يوفره المكتب التنفيذي للعبة قال (الحايك) أن القيادة الرياضية تولي اهتماماً كبيراً للعبة ولديها رغبة اكيده بعودة اللعبة إلى ألقها وهي لم تقصر ولن تقصر بتلبية المطالب اللازمة, ولكن نحن كاتحاد تقع علينا مسؤولية تحديد هذا (اللازم) والمفيد والضروري والمطلوب فعلا للعبة والإصرار عليه أمام رئيس المكتب المختص وأمام المكتب التنفيذي وعندها سيقوم الاتحاد الرياضي العام بتوفيرها, أما إذا كنا كاتحاد لعبة سلبيين في مطالبنا أو غير قادرين على تحديد حاجاتنا الحقيقية وأهدافنا المطلوبة فسيكون تجاوب القيادة الرياضية موازياً لهذه السلبية.