مارتيني: رسالة محبة وسلام من أرض الأبجدية الأولى..... معلا: فعالية رياضية متميزة ومحطة دولية مهمة

ختام فعاليات سباق دروب تشرين الدولي الأول للدراجات

أنور البكر 2020, تشرين الأول 10 1767


اختتمت الثلاثاء الفائت فعاليات سباق دروب تشرين الدولي الأول للدراجات الذي نظمه الاتحاد الرياضي العام بالتعاون مع وزارة السياحة ومحافظة اللاذقية على مدى ثلاثة أيام بمشاركة دولية وعربية ومحلية ضمت لاعبين ولاعبات من جمهورية روسيا الاتحادية تتارستان ولبنان وتونس وفلسطين وعدة فرق من سورية, وأقيم السباق وسط اهتمام كبير لعدد من وزارات الدولة والجهات الحكومية المختلفة, ووسط تغطية إعلامية دولية وعربية ومحلية واسعة وحرص على متابعة فعالياته السيد وزير السياحة محمد رامي مرتيني والرفيق أمين فرع الحزب باللاذقية هيثم إسماعيل والسيد محافظ اللاذقية إبراهيم خضر الجاسم ورئيس الاتحاد الرياضي العام الأستاذ فراس معلا والسادة أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي محمد خضر ومحمد الحايك وأيمن أحمد وشذى جروان وعبد الناصر كركو الجاسم وأمين عام اللجنة الأولمبية السورية الدكتور صلاح الخطيب وفعاليات حزبية ورياضية ونقابية وأهلية.

جرت منافسات السباق في ريف محافظة اللاذقية في مبادرة تحمل عدة رسائل في مقدمتها تعافي سورية بعد الانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري وصمود شعبها بوجه الحرب الإرهابية الشرسة والتعريف بريف المحافظة الغني بالمواقع الطبيعية الخلابة بروعتها، والمميزة بالعادات الطيبة لأهلها فضلا عن الأماكن السياحية الجميلة.

اليوم الأول

انطلق السباق الذي شارك فيه 165 متسابقاً في مرحلته الأولى من قرية الدالية بريف منطقة جبلة ولمسافة 48 كم وصولاً إلى ضريح القائد المؤسس حافظ الأسد في مدينة القرداحة, مروراً بالعديد من القرى ذات الطبيعة الخلابة الغنية بالهضاب والتلال والسهول ويتخلله محطات استراحة للفرق المشاركة يتم خلالها التزود بالمياه والطعام والمعدات اللازمة.

اليوم الثاني

انطلقت المرحلة الثانية من السباق من مفرق مطعم العامر بالقرداحة وصولاً إلى خط النهاية في بلدة صلنفة الجبلية السياحية بطول 32 كيلومتراً, وتضمن خط سير السباق المرور بعدة قرى تفصلها عن بعضها سلسلة من التلال والمنحدرات والينابيع العذبة والهضاب والأحراج الطبيعية وغابات ومزارع في مشهد لا يضاهى من الروعة والجمال وصولاً إلى صلنفة التي يبلغ ارتفاعها عن سطح البحر 1130 متراً وتعتبر من أهم المقاصد السياحية ذات الشهرة الواسعة في الساحل السوري.

اليوم الثالث

في المرحلة الثالثة والأخيرة امتد السباق بطول واحد كيلومتر وبعدد من اللفات حسب فئات المشاركين في الموقع نفسه بمشاركة متسابقين مخضرمين من الرجال والسيدات والشباب والشابات من دول روسيا الاتحادية /تتارستان/ وتونس وفلسطين ولبنان وفرق محلية, وتم تحديد طول السباق وفق تقسيم المشاركين إلى أربع فئات 40 سنة وما فوق بطول واحد كيلومتر ثماني لفات ورجال تحت الـ 23 سنة بطول واحد كيلومتر 15 لفة وفئة الشباب بطول واحد كيلومتر 10 لفات وفئة الإناث بطول واحد كيلومتر 10 لفات كما أجرى المشاركون قبل السباق دورة تجريبية على محوره، واختتم السباق بتكريم الفائزين بالمراكز الثلاثة الأولى عن الفئات المشاركة وذلك في موقع السباق بمنطقة جوبة برغال في ريف القرداحة باللاذقية.

نتائج السباق

نال المركز الأول لفئة المخضرمين اللاعب محمد الترك من ريف دمشق عن فئة المخضرمين بينما حل كل من إبراهيم السفراني من حلب وعبد الله مرلي من اللاذقية في المركزين الثاني والثالث على التوالي أما عن فئة الرجال فقد حاز يوسف سروجي من محافظة حلب على المركز الأول وذهب المركز الثاني للمتسابق مصطفى عبد القادر والمركز الثالث للمتسابق تمام نويصر فيما نال المتسابق علي موصللي من دمشق المركز الأول عن فئة الشباب وجاء كل من زكريا خراط وأديب تابت من لبنان في المركزين الثاني والثالث على التوالي.

وعن فئة السيدات حلت المتسابقة الروسية الفيرا موخيودينوفا في المركز الأول ونالت كل من شام حذيفة من السويداء ورنيم سليمان من طرطوس المركزين الثاني والثالث على التوالي.

مارتيني: رسالة محبة وسلام

وزير السياحة محمد رامي مرتيني أن هذه الفعالية هي الأولى من نوعها في سورية وتحظى بمشاركة دولية وعربية ومحلية واسعة وتحمل للعالم أجمع رسالة الشعب السوري المنفتح والحضاري والمحب للسلام والمتمسك بالحياة في وجه الإرهاب.

وأضاف مرتيني إن مكان الفعالية وعنوانها “دروب تشرين” هو رسالة نؤكد من خلالها على المحبة والسلام من أرض الأبجدية الأولى التي تعمدت بدماء الشهداء الذين نقف هنا اليوم بفضل تضحياتهم مشيراً إلى أن إدراج إعادة تشجير بعض المواقع الحراجية التي تعرضت للحرائق مؤخراً ضمن فعاليات السباق يشكل مساهمة مع الأصدقاء المشاركين فيه بإعادة إحياء هذه الغابات والتعريف بها.

معلا: فعالية متميزة

رئيس الاتحاد الرياضي العام فراس معلا أشار إلى أهمية هذه الفعالية التي تحظى بمشاركة عربية ودولية وتأتي بعد نحو عشرة أعوام من الإرهاب والحصار الذي تعرضت له سورية وشعبها وتؤكد أن الرياضة ليست مجرد حالة تنافسية وإنما هي حالة اجتماعية وسياحية.

وأضاف معلا: سباق دروب تشرين فعالية رياضية متميزة ومحطة دولية مهمة حملت عدة رسائل إنسانية للعالم من سورية أرض المحبة والسلام موضحا أن النجاح الكبير والاهتمام الشعبي كانا عاملين مشجعين لإقامة المزيد من البطولات الرياضية على المستوى العربي والدولي مستقبلا.

وأشار معلا إلى أن الاتحاد يستعد لإقامة مهرجان دولي للسباحة في اللاذقية الشهر القادم بمناسبة الحركة التصحيحية في الـ 16 من تشرين الثاني يبدأ من فندق لاميرا السياحي وصولا إلى نادي الضباط لمسافة 5 كم ومن المتوقع أن يشارك فيه نحو30 سباحا من عدة دول عربية وأجنبية وسيكون هناك المزيد من النشاطات ضمن خطة الاتحاد خلال الفترة القادمة.

الروسي مفتاخوفيتش: الرياضة أفضل دبلوماسية في العالم

المتسابق الروسي مارسيل مفتاخوفيتش سكرتير المجلس الأولمبي في تتارستان عبر عن شكره لسورية قيادةً وشعباً ولمنظمي السباق والاتحاد الرياضي العام لافتاً إلى عزمه العمل على تقديم الدعم اللازم لتطوير العلاقة بين الاتحاد الرياضي العام في سورية والاتحاد الرياضي في بلاده كما أنه سيدعو السوريين إلى المشاركة برياضة مماثلة في روسيا ولا سيما أن الهدف من السباق هو إرسال رسالة مفادها بأن “الرياضة أفضل دبلوماسية في العالم كون أساسها السلام والمحبة”، واعتبر أنه يوم عظيم بالنسبة له لما تخلله من متعة وإثارة عبر مشاركته بالسباق مشيراً إلى الطبيعة الجميلة الخلابة في سورية وما لمسه الرياضيون من طيبة وكرم الشعب السوري متمنياً له السعادة والسلام.

آراء وانطباعات

- أمين سر اتحاد الدراجات فيصل الكفري قال: السباق أقيم بمراحله الثلاث ضمن أجواء الطبيعة الخلابة حيث قدم المشاركون مهارات لافتة وأثبتوا حضورهم القوي في جميع مراحل السباق مبدين استعدادهم للمشاركة في السباقات التي ستقام في الفترة القادمة.

- المتسابق اليكسي اونوسوف (كازان – روسيا) أعرب عن سعادته بالوجود في سورية والمشاركة في السباق الذي أتاح له التعرف على جمال الساحل السوري وطبيعته وجباله داعياً إلى زيارة سورية والتعرف على حضارتها الغنية الأمر الذي شاركته به الفيرا موخيونيوفا من تتارستان التي نوهت بإجراءات تنظيم السباق وحفاوة الاستقبال داعية الرياضيين الدوليين إلى زيارة المحافظة والاستمتاع بالطبيعة الخلابة وتناول المأكولات الشهية.

- سعاد فلاحة وهبة شطورو (تونس عبرتا) عبرتا عن سعادتهما بخوض تجربة جديدة وزيارة سورية لأول مرة وتمنياتهما بأن يعم الأمن والسلام هذا البلد الجميل.

- محمد بشير حاصباني وشمس لطف (فلسطين) أشارا إلى أن السباق أتاح لهما زيارة محافظة اللاذقية لأول مرة ورؤية طبيعتها الرائعة والتعرف على رياضيين من بلدان أخرى.

- عبد الله تابت وأديب تابت (نادي عالية- لبنان) نوها بأهمية الفعالية وحسن التنظيم وأعربا عن أملهما بتنظيم فعاليات مماثلة باستمرار لتشجيع رياضة الدراجات وتوسيع انتشارها.

- رنيم سليمان (طرطوس) قالت أن السباق بمثابة حافز للتدريب على المشاركة في البطولات العربية والدولية مشيرة إلى المشاركة النسائية الكبيرة.

- المتسابق اللبناني أشار أديب تابت إلى أن السباق جميل وعلى مستوى عال من التنظيم منوها بأبناء الشعب السوري ونبل أخلاقهم وحفاوة استقبالهم للمشاركين وبطبيعة سورية الخلابة وخضرتها المبهرة مبيناً أنه سيعيد هذه التجربة من جديد.

- اللاعبة التونسية مجدولين شطورو أوضحت أنه بالرغم من صعوبة الطريق المتميز بالمرتفعات الجبلية إلا أنه كان سباقاً ممتعاً نظراً للطبيعة الجميلة التي تتمتع بها اللاذقية داعية كل من يحب الجمال ويرغب بالسياحة إلى القدوم لسورية واكتشاف هذا الجمال منوهة بطيبة السوريين.

- المتسابقة الروسية الفيرا موخيودينوفا الحائزة على المركز الأول لفئة السيدات أبدت إعجابها الشديد بالتنظيم والجهود التي بذلتها جميع الجهات لضمان إقامة مريحة لهم بالإضافة إلى سباق الدوران الذي أقيم في اليوم الأخير.

- اللاعب محمد الترك أشار إلى أن السباق كان شيقا رغم خطورته في بعض الأماكن وقد مكنته الخبرة التي اكتسبها على مدار أعوام من إحراز المركز الأول والتعامل مع المنعطفات وتبديل السرعات حسبما يتطلب الوضع وتحمل طريق الصعود.

- اللاعب علي موصللي الحائز على المركز الأول عن فئة الشباب تحدث عن الأجواء الحماسية التي رافقت الفعالية منذ بدايتها مع وجود مشاركين من عدة دول مبينا أن مضمار السباق كان على مستوى عال من الصعوبة ويتطلب بعض الجرأة والحذر مع الحرص على تطبيق إجراءات الأمان والتي كانت كفيلة بتحقيق النجاح.

- لاعب منتخبنا الوطني يوسف سروجي عبر عن سعادته بحصوله على المركز الأول في سباق المرحلة الثالثة رغم الصعوبات التي واجهت المشاركين نتيجة وعورة المسار من ناحية المنعطفات والانحدار الشديد في أحد أقسامه وشكلت تحديا بالنسبة للجميع.

- المتسابق قصي سليمان أشار إلى أهمية المشاركة في إعادة تشجير المناطق التي تعرضت للحرائق وتعزيز المظهر الجمالي للمحافظة.

- المتسابقة الدكتورة ريم حرفوش عبرت عن سعادتها بالمشاركة في السباق وحملة التشجير مشيرة إلى ضرورة أن تكون حملات التشجير فاعلة كون الغابات تمثل أحد أهم الموارد الطبيعية المتجددة وتسهم في المحافظة على التنوع الحيوي والبيئي وتركت غاباتنا الغنية بأصناف الأرز والشوح أثرا واضحا في نفوس المشاركين الأجانب والعرب.

- اللاعبة وئام عبدو لفتت إلى دور زيادة رقعة المسطحات الخضراء لما لها من آثار إيجابية في صحة الإنسان وحياته وفوائد للأجيال القادمة.

- اللاعب اللبناني عامر عزام قال إن السباق كان مميزا وفريدا من نوعه من ناحية التنظيم وخاصة انه يقام في سورية التي تشتهر بطبيعتها رائعة الجمال والمناظر الخلابة التي رافقتنا على طول المسار رغم صعوبته مقارنة مع سباق أمس.

- المتسابق مراد يوبوسوف من منطقة تتارستان الروسية عبر عن دهشته بجمال الطبيعة في سورية والتي تجمع بين البحر والجبل والغابات والحقول المزروعة بأشجار الفواكه والخضراوات.

- اللاعبة سهر الخواجا من فريق (يلا عالبسكليت) بدمشق أوضحت أنها سعيدة جدا بالمشاركة لأنها أتاحت لها التعرف على أصدقاء جدد يشاطرونها اهتماماتها بركوب الدراجة والتعرف إلى مناطق طبيعية ساحرة لم تسبق لها زيارتها.

متابعات ولقطات

- قامت محافظة اللاذقية باتخاذ جميع الاستعدادات اللازمة لإنجاح السباق من خلال جميع المديريات والشركات العامة التي عملت على تأهيل وصيانة الطرقات على محور السباق مع حملات نظافة شاملة وتعزيل جوانب الطرقات.

- وفرت مديرية الصحة باللاذقية نقاطاً طبية ثابتة ومتحركة على المحور استعداداً لأي طارئ أثناء السباق مع دوريات للمرور على مفارق الطرقات ودهن المطبات وفق اشتراطات الاتحاد الرياضي العام.

- سبق انطلاق السباق احتفالية شاركت فيها فعاليات رسمية ورياضية وشعبية وتضمنت الاحتفالية رقصات من الفلكلور الشعبي والتراثي وأغاني وطنية قدمتها فرقة “رمال” للمسرح الراقص إضافة إلى لوحات شعبية وأغانٍ وطنية لفرقة الرقص الشعبي من الرقة.

- يعتبر هذا السباق الأول من نوعه في سورية وقد حظي بتغطية إعلامية دولية وعربية ومحلية واسعة ونال إعجاب المشاركين والمتابعين لجهة إجراءات التنظيم الجيد والآمن حيث كان خاليا من أي حوادث فيما دعا المشاركون إلى تكراره في الأعوام القادمة في مواقع مختلفة من الريف السوري الجميل ليصبح تقليدا سنويا يعنى بنشر هذه الرياضة التي لها جمهور واسع وبما يعرف العالم ويظهر جمالية سورية وغنى أهلها بعاداتهم وقيمهم السمحة.

حملة تشجير

قام المشاركون في سباق دروب تشرين الأول للدراجات الهوائية في ختام المرحلة الثانية من السباق بحملة تشجير في الأراضي الحراجية التي طالتها الحرائق مؤخرا في محمية الشوح والأرز بصلنفة.

وأوضح المهندس باسم دوبا رئيس دائرة الحراج بمديرية زراعة اللاذقية أنه تم زراعة 1000 غرسة أرز أصلية في موقع الرواديف ضمن المنطقة التي تعرضت للحرائق من محمية الشوح والأرز مشيراً إلى تجهيز موقع التشجير ووجود فنيين لمساعدة المشاركين وتعليمهم كيفية التعامل مع غراس الأرز وزراعتها بطريقة صحيحة.