الرياضة الأنثوية في حلب وحديث عن المعاناة والكرة في ملعب الأندية؟!

محمد هاشم إيزا 2019, تشرين الثاني 16 2178


تعتبر الرياضة الأنثوية ركزية أساسية من ركائز رياضة حلب وركناً مهماً وشريكاً رئيسياً لا غنى عنه، وكانت إلى وقت قريب شاهداً على التفوق والتألق فتبوأت منصات الفوز والتتويج في العديد من المنافسات وشاركت في استحقاقات عربية وإقليمية وحققت إنجازات مهمة للرياضة الوطنية، لكن اليوم غيره بالأمس، فقد انتابها نوع من التراجع خاصة في مضمار الألعاب الفردية وغابت عن ميادين ألعاب القوى على سبيل المثال في الوقت الذي حافظت على توهجها بكرة السلة والجمباز والسباحة..

أسئلة كثيرة طرحناها على عدد من كوادر الألعاب الرياضية الأنثوية المتعلقة بأسباب ومبررات التراجع هل هي الظروف، أم الواقع الاجتماعي..؟ وما هو دور إدارات الأندية والأسرة في هذه المسألة؟؟ لنتابع..

أسباب متعددة

ميساء مشلب: اللاعبة الدولية بكرة اليد (سابقاً) والمدربة حالياً قالت:

حتى فترة قريبة كانت حلب رائدة في الألعاب الأنثوية خاصة في مجالات السباحة والجمباز وكرة السلة وبالنسبة لكرة اليد التي هي لعبتي فقد حصلنا مع فريق بنات نادي الاتحاد على بطولة الدوري لمدة أحد عشر عاماً على التوالي، ولم يستطع أي فريق محلي انتزاع اللقب منا واليوم اللعبة متراجعة وتمارس فقط عن طريق المراكز التدريبية العائدة للاتحاد الرياضي العام في صالتي الأسد والباسل للفئات العمرية الصغيرة ومنذ فترة قصيرة بدأ نادي الاتحاد بتأسيس فريق أنثوي ناشئ وفي ذلك خطوة طيبة وهناك محاولات لتأسيس فريق آخر في صالة الأسد بقيادة المدرب أحمد ناشر النعم يضم عشرين لاعبة، واقترحنا على اللجنة التنفيذية تشكيل فريق أنثوي بإشراف اللجنة الفنية وتعميم على أكثر من ناد.. بهدف إعادة تشكيل قاعدة أنثوية متينة للعبة.

الظروف

وتابعت (ميساء): اللعبة تراجعت وليست بمستوى الطموح، وقبل فترة كانت لنا مشاركة غير موفقة في الأولمبياد الأخير، ولعبت الظروف دوراً مهماً في التراجع، كما أن أغلب إدارات الأندية تحاول إهمال الألعاب الأنثوية لديها وعدم الإنفاق عليها، حيث تعتبرها ألعاباً مستهلكة وغير منتجة وخاسرة، هذا الأمر انعكس سلباً وبردات الفعل على الأهالي بعدم السماح لبناتهن أن يستمررن بممارسة الرياضة والالتفات لمتابعة التحصيل الدراسي كضمانة للمستقبل وختمت بالقول: أشكر من الأعماق المدربين سالم شحود ونهيل رجب لجهودهما في تأسيس اللعبة بمدينة حلب.

تهميش

لاعبتنا الدولية بكرة السلة (سابقاً) وقائدة فريق الجلاء والمدربة الحالية (كارلا مغامز) لفتت إلى أن إدارات الأندية بالألعاب الجماعية للذكور فقط على حساب كافة الرياضات ومنها الرياضة الأنثوية.. والمهتمون بشأن الرياضة الأنثوية يعملون بجهود ذاتية ومن خلال محبتهم، وأوضحت (كارلا) أن أموال الأندية تذهب للعقود الاحترافية الضخمة للرجال.

وفي مجال لعبتها كرة السلة بينت أن معظم لاعبات الأندية حالياً من الناشئات والمستوى لن يتطور إلا من خلال الاحتكاك الخارجي ولو كان مع دول مجاورة مثل الأردن ولبنان اللذين سبقانا بأشواط ورغم ظروف الحرب والعدوان على سورية وما عانت منه مدينتنا حلب نحن أفضل بالمستوى من غيرنا ولدينا بطولات وإنجازات تحسب لنا آخرها الفوز بذهبية الأولمبياد الوطني وأتوقع حسب مشاهداتي عودة سريعة للرياضة الأنثوية الحلبية في مدة أقصاها عامان.

عوامل

(ريما زيات): بطلة سابقة ومدربة سباحة بنادي الحرية وعضو سابق في مجلس إدارة هذا النادي ذكرت بأنها مارست العمل الإداري في نادي الحرية لمدة سبع سنوات ما بين 2010- 2017 وطوال عملي في هذه الفترة كنت في حالة جدال وخصومة مع الرؤساء الذين تعاقبوا بشأن دعم الرياضة الأنثوية في نادينا وفي أوقات وفقت لنيل مطلبي وكثيراً ما أخفقت، رغم أن الأهالي حينها كانت لديهم الرغبة بإرسال بناتهن لممارسة الرياضة الأنثوية وخاصة السباحة لكن عدم تدفئة المسابح شتاء كان أساسياً في عزوف وانقطاع البنات عن المتابعة رغم أن نادي الحرية كان يضم أغلب لاعبات منتخب حلب وسورية ونلنا حينها عدة بطولات مركزية.

إهمال

وتابعت ريما: هناك ألعاب في نادي الحرية عادت على الصعيد الأنثوي للدرجة الأولى خاصة كرة السلة بعد مخاض والسباحة والترياتلون والريشة الطائرة والكاراتيه لكن إهمال إدارات الأندية بعدم دعم وتحفيز الرياضة الأنثوية أدى إلى تراجعها، وكما هو معلوم فإن أغلب ميزانيات الأندية تصرف على رجال القدم والسلة حصراً وأن عقد لاعب محترف يوازي الإنفاق على فريق أنثوي بالكامل على مدار العام، وفي حال تعرضه للإصابة أو إذا اختلف مع مدربه تذهب كل هذه الأموال هدراً من دون فائدة.

وكشفت (ريما) أن الأوقات المخصصة لتمارين فرق السباحة تعاد وتباع للمستثمر.