رئيس نادي الجلاء انطوان عته: نخطط لإعادة الأيام الجميلة لنادينا

محمد هاشم إيزا 2019, كانون الأول 14 2999


عندما نلفظ عبارة مدرسة كرة السلة السورية يتبادر إلى الأذهان وعلى الفور اسم نادي الجلاء صاحب العراقة والتميز والتألق والتاريخ والإنجازات في ميدان هذه اللعبة وهو البطل المطلق تاريخياً في الحقبة الماضية المنفرد بالأرقام القياسية كبطل للدوري، وهو من قدم الأسماء والنجوم، ومن منا لم يسمع بأول لاعب سلوي سوري احترف في أوروبا وتحديداً في سويسرا وهو نجم نادي الجلاء الدولي جوزيف ذكر خلال الخمسينيات ومطلع الستينيات.

نجوم من طينة الكبار وجيل العمالقة تخرجوا من صفوف "السلة الزرقاء" بيير مرجانة، جوزيف بابازيان، جاك عته، عبود عيوش، جورج جرباقة، عارف هنيدي، جاك باشاياني، ميشيلين بسيليس، ماجدة مغامز.. الخ.

العراقة والتاريخ

في أربعينيات القرن الماضي تأسس نادي الشبيبة الكاثوليكية في منطقة العزيزية بحلب واتخذ قرب منطقة السبيل غربي المدينة قطعة أرض جعلها مقراً لتدريبات فرقه سرعان ما تحول لاعبوه إلى التدريب في ملاعب معهد "شمبانياه" الأخوة حالياً و"كلية الأميركان" معهد حلب العلمي حالياً إضافة إلى دير الأرض المقدسة ومن هذه المعاقل بدأت مسيرة النجوم التي ضخت النادي باللاعبين البارزين إلى أن أصبح اسم النادي "الشبيبة" في مطلع الستينيات وعام دمج الأندية بعد صدور مرسوم تأسيس منظمة الاتحاد الرياضي صار اسمه الجديد الحالي "الجلاء" بعد أن اندمج مع نادي الشهباء المعروف بالسريان سابقاً..

من مؤسسيه الكبار: الدكتور رولان أنطاكي، جورج بلدي، شفيق صايغ، إلياس دولة، وللإضاءة أكثر نذكر أن (صايغ) هو أول حكم كروي دولي سوري حمل شارة "الفيفا" فيما كان السيد (دولة) من أوائل حكامنا ا لدوليين بكرة السلة.

لقاء مكاشفة

نادي الجلاء العريق مر بمراحل ذهبية فهو شارك في السبعينيات ببطولة أندية أوروبا (أبطال دوري السلة) عندما كان اتحاد اللعبة يتبع الاتحاد الأوروبي قبل انتقاله للآسيوي واستضاف بطولة الأندية العربية أبطال الدوري للرجال وفاز بها، كما استضاف بطولة أبطال الدوري لكرة السلة (سيدات) عام 1992 في حلب وفاز بلقبها، ويومها وفي ذات التوقيت استضاف نادي الاتحاد بطولة أبطال الدوري لسلة الرجال وحمل لقبها.

لكنه مر أيضاً بأيام قحط كادت تأكل النضار ولحظات السعادة وفي أحد المواسم على سبيل المثال نجا من الهبوط للدرجة الثانية بفضل نقاط ناشئيه، واليوم يشهد نهضة متسارعة تجسدت في عودة الحياة إلى منشآته في حي السريان التي طالتها قذائف الإرهاب الآثمة.. عن واقع ومستقبل وآفاق نادي الجلاء تحدث الدكتور أنطوان عته لاعب سلة النادي "سابقاً" ورئيس مجلس الإدارة "حالياً" فقال:

إعادة الإعمار

بأرقام مالية كبيرة أعدنا إعمار منشآت النادي في مقره الثاني بحي السريان بعد أن دمرتها آلة الغدر والإرهاب والبداية كانت بتجهيز المسبح مع ثلاثة مطاعم تم وضعها بالاستثمار لمدة عشر سنوات لرفد صندوق النادي الداعم للنشاط الرياضي، بداية التعهيد كانت بأربعين مليوناً قابلة للزيادة حسب شروط العقد.

داخل المنشأة ثلاثة ملاعب صغيرة لكرة السلة تستخدم للتمارين وصالتان مغلقتان، الأولى ذات أرضية تارتانية والثانية ذات مواصفات دولية عالية، أرضيتها باركيه من الخشب الكندي الممتاز من ناحية الجودة وملاحق مثل المكاتب والمشالح والمرافق الصحية وكافتيريا، إضافة لوجود مقر النادي الأصلي الذي نعتز ونفخر به في حي العزيزية، أما قيمة وكلفة الإعمار فقد بلغت نحو مليار ليرة واستغرقت فترة العمل 14 شهراً وهي فترة سريعة وقصيرة.

مواصفات

أوضح د. عته أن النادي قام بإعادة ترميم صالته المغلقة وتجهيزها بمواصفات دولية من حيث الباركيه والطبقة السفلية العازلة وأعمال الإنارة وتركيب الساعة الإلكترونية وساعات التوقيت الزمني 24 ثانية وبالنتيجة حصلنا على صالة دولية ذات مواصفات متكاملة تتسع إلى 1300 متفرج جلوساً على الكراسي البلاستيكية وهي مجهزة بإنارة عالية الجودة وحمامات وأدواش ومشالح للاعبين والحكام ومرات خاصة لفصل اللاعبين عن الجمهور.. ولفت الدكتور عنه عن نية النادي بإقامة واستضافة بطولة دورة دولية تشارك فيها فرق من الدول المجاورة وأبرز أندية القطر تقام في الصالة الجديدة وذلك مطلع العام القادم ريثما يتم تجهيز بعض الأمور الضرورية والفنية والخدمية وأهمها ضمان عدم انقطاع التيار الكهربائي وهذا ما وعد به المهندس محمد الصالح المدير العام لشركة كهرباء ح لب في حال اتخاذ قرار إقامة البطولة.

الواجهة

كرة السلة هي دائماً واجهة النادي وتحديداً فريق الرجال عن حاله وأحواله أوضح رئيس النادي: فريقنا بقيادة الكابتن الدكتور عبود شكور في حالة فنية ممتازة يضم مزيجاً من الخبرات والجيل الشاب "أبطال الدوري" مثل وائل جليلاتي وجورجي ناظاريان ويامن حيدر وإسحاق عبيد، ونتطلع لاستقدام لاعب صربي مع إحضار خبرة سلوية مرافقة، وفي حال حصلنا على لاعب الارتكاز رقم 5 أستطيع القول إن عيوننا بلاشك ستكون على إحراز لقب الدوري.. وحول كلفة نفقات الفريق أضاف د. عته بلغت بحدود أربعين ليرة سورية وفريق السيدات نحو عشرة ملايين وخلال الموسمين السابق والحالي تضاعفت الأرقام والعقود الاحترافية حوالي 4 مرات.

وفاء

وعن الموسم الماضي قال رئيس النادي: كنا في وضع فني جيد نافسنا فريق الجيش على البطولة حتى اللحظات الأخيرة وأحرزنا بطولة ناشئي وشباب سورية والمركز الأول في الترتيب العام لجميع الفئات وترك المدرب الوطني القدير هادي درويش بصمة واضحة إيجابية وفنية لا تنسى كنا نتمنى بقاءه معنا لكنه كما يعلم الجميع تعاقد مع اتحاد السلة لقيادة المنتخب الوطني كذلك أولينا اهتمامنا الفرق الأنثوية بما لا يقل عن الرجال والشباب، وفي خزائن النادي بطولات سلوية أنثوية كثيرة وفرقها لجميع الفئات العمرية تحت رعاية واهتمام ودعم الإدارة.

الجيران والجمهور

وكشف الدكتور عته عن علاقته المميزة مع إدارة نادي الاتحاد وعلى وجه الخصوص رئيسه المهندس مفيد مزيك وقد تباحثت معه بالأمور الفنية، وفي حواري مع مسؤولي الأندية قلت: حان الوقت لعودة البطولات السلوية إلى مدينة حلب هذا الأمر تحدثت به مع رئيس نادي الحرية أيضاً الدكتور أحمد سمير بيبي، لنا اتصالات مع إدارة نادي الجيش، وقمت بالاتصال مع رئيس نادي الوحدة ماهر السيد وباركت له تسلمه مهمامه كرئيس للنادي وتحدثنا بالأساليب والوسائل لإخراج مبارياتنا مع هذه الأندية بروح رياضية بعيداً عن الانفعال والتوتر والتعصب والتشنج الذي يقتل ويدمر الرياضة.

ووصف د. عته جمهور ناديه بالمثالي وأن مشاكله قليلة وعادية والإدارة تتواصل معه لتخفيف حدة التوتر، ولم ينس الطبيب عته وقفة جمهور نادي الاتحاد مع ناديه في الموسم الماضي وكذلك في المباريات الهامة التي لا يكون نادي الاتحاد طرفاً فيها.

الحماس والتخصص

نادي الجلاء والقول لرئيسه يمارس ألعاب المضرب والطاولة والسباحة والشطرنج والكرة الطائرة والترياثلون والتايكواندو وسبب إلغاء لعبة الكرة الطائرة للذكور وهي صاحبة تاريخ عريق يعود لعدم وجود متحمسين لمزاولتها لذلك اكتفينا بالفرق الأنثوية الصغيرة وحول كرة القدم أوضح د. عته: لدينا حالياً حملة تنسيب للفئات العمرية تحت إشراف مدربي النادي على مستوى القواعد والغاية منها تنشيط اللعبة، وفي الوقت الحالي ليس من الوارد لدينا توسيع رقعة ممارستها حتى لا تتأثر لعبة النادي الأساسية وهي كرة السلة، وأنا مع تخصيص الأندية بألعاب محددة تناسب ظروفها وواقعها ومادياتها، وذلك أفضل من إجبارها على مزاولة ألعاب ترهقها مادياً وفنياً، وبالنهاية تلاقي الإدارات الفشل مصيراً لها؟

الأرقام تتحدث

حاز نادي الجلاء على بطولة دوري كرة السلة مدة 23 عاماً بشكل مستمر.

له 9 ألقاب على مستوى كأس الجمهورية.

فاز بالعديد من بطولات دوري الشباب والسيدات والناشئين والناشئات.

عدد ألقاب النادي على مستوى البطولات المحلية 38 لقباً وكلها أرقام قياسية لم يتوصل إليها أي ناد محلي أو عربي.

فاز ببطولة الأندية العربية للرجال عام 1979.

حل بالمركز الثاني في بطولة الأندية الآسيوية 2006.

فاز ببطولة الأندية العربية أبطال الدوري للسيدات عام 1992.