نادي اليرموك.. عراقة وهموم وتراجع بسبب الهجرة الدائمة لكوادره الفاعلة ولاعبيه

محمد هاشم إيزا 2019, كانون الأول 07 2764


لعل الكثيرين من أبناء الجيل الرياضي الحالي لا يعلمون أن نادي اليرموك في حلب هو أحد أعرق وأقدم الأندية الرياضية في القطر، بل هو النادي الثاني من حيث ترتيب الأقدمية بعد نادي بردى الدمشقي، تأسس هذا النادي بعد اندماج عدة جمعيات رياضية وكشفية أوائل القرن الماضي وتم إشهاره بشكل رسمي عام 1918 تحت اسم نادي الهومنتمن الرياضي وأصبح في أيام الوحدة السورية- المصرية يحمل اسم النادي السوري بعد صدور مرسوم تعريب الأسماء الأجنبية وفي عام 1972 استقر تحت اسم نادي اليرموك في أعقاب قرار دمج الأندية حيث اندمج مع نادي النسر.

تاريخ

مارس هذا النادي مختلف الألعاب الرياضية وتفوق على صعيد كرات القدم والسلة والمضرب والدراجات والكاراتيه والكونغ فو وألعاب القوى فيما مضى وقدم للمنتخبات الوطنية لاعبين أفذاذاً، مقره الحالي في حي جبل النهر (العزيزية) ولديه منشآت غير مكتملة في منطقة بستان الباشا.

سبق له أن بلغ المباراة النهائية لكأس الجمهورية بكرة القدم على 1964 وحمل عدة مرات بطولة دورة درع بلدية حلب وفاز ببطولة أول دوري كروي في القطر الذي أقيم كتجربة من مرحلة واحدة عام 1966، من لاعبيه النجوم:

الشقيقان سمير وموريس فقس، أنترانيك ماليان، آغوب، كوكو كليجيان، سيبوه مرتخانيا، كربيس توماسيان، جورج نصري، سيبوه مراديان، كارو ملكونيان، فاتشه، فؤاد قاطرجي، أنترانيك و دلوكجيان (كرة القدم)، صوصي مهران وماري موراديان (سلة)، وفازت هذه الأخيرة ببطولة القطر لكرة المضرب عدة سنوات، أبراهام عيرانجي (لاعب دولي بكرة القدم وبطل مضرب القطر) لفترات ولاعبة السلة الدولية أليسا ماركاريان التي احترفت في نادي الوحدة.

واقع مؤلم

الصورة الناصعة تلك تبدلت اليوم وحالة التغيير ليست وليدة الساعة بل مضى عليها سنوات تقارب العشر عانى خلالها النادي من ثلاث مسائل:

غياب الاستقرار الإداري، قلة عدد الكوادر العاملة، الهجرة الدائمة لكوادره الفاعلة ولاعبيه.

ضمن هذه المعطيات تحدث المهندس كيورك ماويان رئيس مجلس إدارة النادي الذي قدم شرحاً عن الواقع القائم بقوله:

لعبت الضائقة المالية الصعبة التي يكابد منها دوراً مهماً فيما وصل إليه واقع الحال فضلاً عن النزيف الحاد في كوادره وانعكست هاتان الناحيتان على وضعية الألعاب التي سألتني عنها وأعني بها التراجع على صعيد المستويات والنتائج والحالة الفنية لذلك اختزلت ألعاب النادي الكثيرة إلى أربع فقط هي: كرة السلة للجنسين وكافة الفئات والشطرنج للجنسين وبوجود أعمال مختلفة وأعمار تربو على الـ80 لاعباً ولاعبة وكذلك الكاراتيه ولدى النادي فرقة كشفية نحاسية وبسبب الوضع المادي تم إلغاء كرة الطاولة والسباحة، الدراجات.

الاحتراف

أضاف رئيس النادي: زادنا الاحتراف معاناة وإرهاقاً خاصة بالنسبة لكرة السلة واجهة النادي اليوم، إذ ليست لدينا إمكانية مجاراة الأندية الأخرى خاصة أندية المقدمة مثل الجلاء، الاتحاد، الجيش، الوحدة، الحرية، لذلك نتصرف وفق واقعنا وعليه فإن لاعبي فريقنا هم من الصف الثاني وهذه حقيقة نذكرها بلا تردد نتعاقد مهم برواتب متواضعة بعكس الأندية الأخرى التي تتعاقد مع لاعبين محترفين برواتب أرقامها كبيرة وقد خسرنا لهذا السبب أبرز لاعب لدينا هو الدولي سيبوه خراجيان الذي تعاقد منذ الموسم الماضي مع نادي الاتحاد، واللاعب العملاق.

ومع ذلك انصب اهتمامنا على بقاء سلة النادي بالدوري الممتاز رغم الكلفة الباهظة لها، وفي الموسم الماضي حل فريق رجالنا بالمركز السادس وهو ترتيب جيد بالقياس لواقعنا وإمكانياتنا المتواضعة، وهذا لا يمنعني من القول إننا في كل موسم أضع يدي على قلبي خشية من الهبوط بعد أن هبطت سيدات النادي إلى الدرجة الثانية في موسم 2018 ونعمل على إعادة الفريق الناعم للأضواء بدعم الإدارة وأسرة النادي.. أما العلامة البارزة والفارقة والمضيئة لكرة سلة نادي اليرموك فهي تتمثل بالصالة السلوية التي انتهت في مقر النادي الصيفي وهذا يسهل نجاح فرقنا التي تشتت بالبحث عن أماكن للتدريب، وسنبقى نتمسك وندعم هذه اللعبة حتى النهاية.

هموم مالية

وبين (ماويان) أن تراجع وتقاعس فرق ناديه وإلغاء بعض الألعاب مرده لانعدام وجود ميزانية مالية ولذلك في ظل الواقع الحالي بات من الصعوبة إعادة ممارسة تلك الألعاب المتوقفة ولفت إلى أن معظم واردات النادي تقوم على هبات وتبرعات يقدمها الاتحاد الرياضي العام والجمعيات الخيرية الأرمنية، وليس لدينا استثمارات تدعم صندوق النادي سوى مطعم وكافيه حديقة النادي يعمل فيها متطوعون من أبنائه.

الواجهة السابقة

على مدار أكثر من 75 عاماً كانت كرة اليرموك تمثل واجهة ألعاب النادي لكنها اختفت وهي اليوم تنزوي في ظل الدرجة الثانية..؟ عن ذلك أجاب (ماديان):

فرق نادينا متواضعة في كافة الفئات ومشاركاتنا رمزية ولا نستغرب أن نهبط للدرجة الثالثة بسبب عدم الاهتمام المطلوب بكرة النادي لغياب المال وتساءل:

هل يعقل أن يتدرب كل خمسة لاعبين مع بعضهم في ملعب منعزل عن الآخر وفي ملاعب خماسية مأجورة وفي ملعب بين المقابر، وقد يتحسن واقع كرة النادي إن نجحت مساعينا بتعهيد الملعب الكروي لدينا بعد (حلحلة) الأمور مع مديرية الأوقاف، حيث تعود ملكية نادينا لها، ولا يمكننا إجراء أي خطوة من دون التشاور معها، وفي حال تحقق ذلك سنعيد بناء أسس وقواعد كرتنا بشكل مختلف.

خلل فني

صالة النادي الحضارية لكرة السلة ذات المواصفات الدولية لم يهنأ بها أبناء النادي سرعان ما تكشفت عيوب تنفيذها عن ذلك أوضح المهندس (ماويان):

تمت إشادة صالة النادي بأسلوب حضاري متميز ولأن الأمور لم تكتمل حتى نهايتها حصل ما لم يكن متوقعاً إذ كشفت لجنة هندسية وفنية سلوية عيوباً على الأرضية (الباركيه)، ووجدتا أن هناك خللاً فنياً بطريقة تركيبها، وهناك فراغات تحتها أدت لاختلال مسار الكرة أثناء تنطيطها حيث يعود ارتدادها بشكل غير نظامي، وقد تمت مخاطبة المتعهد لإعادة التركيب وتصحيح الخلل والعمل من جديد خلال مهلة 15 يوماً مع توقيع الغرامات بحقه حسب نصوص العقد الموقع بين الطرفين، وإلا سيقوم النادي بالتعاقد مع جهة أخرى وعلى نفقة المتعهد السابق، لتصحيح الأخطاء علماً بأن تكلفة تركيب (الباركيه) وحدها تصل إلى 45 مليون ليرة.

كلفة الإنجاز

وكشف رئيس النادي أن إجمالي كلفة الصالة مع مرافقها بلغت 125 مليون ليرة دفع منها الاتحاد الرياضي عشرة ملايين وخمسمئة ألف، وما تبقى قامت بدفعه الجمعية الخيرية، وأضاف تتسع الصالة إلى 380 متفرجاً على مقاعد تم تركيبها ومساحة الصالة ألفا متر مربع، وتحتوي على مشالح وحمامات وأدواش وإناراتها عالية الجودة، أما الساعة الرقمية فلن تركب حالياً وقيمتها تبلغ (ثلاثة) ملايين ليرة، وإلى جانب الصالة، هناك صالة تدريب فرعية للسيدات والفئات العمرية وتم تجهيزها بالتوازي مع العمل بالصالة الرئيسية وقد منحنا فرع الاتحاد الرياضي بحلب 600 كرسي بلاستيكي وزعت على الصالتين.

الإنجازات الأهم

أفضل إنجازات نادي اليرموك في الزمن الحالي هي حصوله على المركز الرابع بدوري السلة للرجال لموسم 2018 والسادس 2019 وبطولة أشبال أندية سورية 1993 وبطولة دوري وكأس القطر لسيدات السلة عام 2000 وبطولة دوري ناشئي وناشئات 2008 وبطولة دورة أرمينية لسلة الرجال 2009 وثاني كأس الجمهورية لكرة القدم 1964.

تصحيح

وأخيراً نفى (ماويان) إزالة الصفة الرياضية عن ناديه ليتحول إلى ناد اجتماعي يجتمع في رحابه أبناء النادي فقط، مؤكداً أن ذلك حالة طارئة مؤقتة فقط، وفور تحسن الأوضاع المادية سيعود النادي تدريجياً إلى سابق عهده، وربما للمنافسة في حال استثمار ملعبه الكروي وبدعم الاتحاد الرياضي، ومساعي الجمعيات الخيرية في كافة بلدان العالم، وأول الغيث كان بإعادة صيانة الصالة السلوية رغم كلفتها المرتفعة.