للحديث بقية

ثلاثيتان وبعد...

ربيع حمامة



ثلاثيتان قاسيتان في ظرف 4 أيام سجلتا بشباك منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم خلال مواجهتي البحرين وإيران تباعاً.. رافقها أداء متعثر والكثير من الفوضى بأرض الملعب.

النتيجة وإن اتفق البعض على أنها ودية وغير مهمة، لكن النصف الثاني من الكأس لا يمكن تجاهل الفراغ الموجود فيه.. فراغ تدريبي بتجمعات خجولة لا تسمن ولا تغني عن جوع، مسلوقة وعلى عجل، وبالتالي ضاعت الشهور واحد تلو الآخر منذ أن ضمنّا فعلياً تأهلنا لنهائيات آسيا والتجمع المؤهل للمونديال.

هناك جزئيات كثيرة متبعة بكل دول العالم متعلقة بإعداد المنتخب وطريقة التعاطي معه وتتالي المراحل التدريبية ورسم الخطة مع كل مرحلة.. من أين بدأنا وإلى أين وصلنا بنهاية كل مرحلة؟

والسؤال هنا: ماذا حققنا مما ذكرناه أعلاه؟ وماذا جنينا حتى الآن منذ استلام الكادر الجديد مهمته؟

تغييرات كثيرة طرأت على الكادر منذ استلامه غاب معها أهم ركن وهو الاستقرار الفني زاد عليه غياب المدرب التونسي معلول وحتى الآن يقال بأنه كان يتابع عن بعد!

ليتحدث مساعد المدرب خرج بعد مباراة إيران مباشرة بشكل مقتضب وبكلمات لم نلمسها على ارض الواقع وهو أمر اتفق عليه كل من سمعه بل واستفز البعض لتعلو الأصوات المنتقدة من هنا وهناك ومن أشخاص يشهد لهم بالخبرة والمتابعة والغيرة.

ما تقدم حتى الآن يا سادة لا يناسب منتخب يعد العدة للتغيير.. فلا المستوى مبشر ولا العملية التدريبية على قلتها.. مستقرة.

وإن استثنينا من حديثنا القيادة الرياضية التي أعطت الحرية الكاملة لاتحاد اللعبة ودعمت بلا حدود، واتحاد الكرة الذي ترك أيضاً "المعلول" طليقاً في خياراته على مستوى الإعداد وملحقاته.. لكن هل بالفعل كان المدرب أهلاً لكل تلك الثقة المطلقة؟ ونتذكر هنا أولى كلماته "ونقصد المدرب" الذي قال ستلمسون التغيير مع أول مباراة.. وبالفعل لمسنا التغيير.. وأي تغيير هذا!

بدا المنتخب غريباً علينا، غاب المستوى على كل الأصعدة الفردية والجماعية وتباعدت الخطوط وهربت الروح والثقة التي كنا نراهن عليها بوقت سابق.

كل ما سبق يضعنا بخانة المجهول.. إبر المخدر المتكرر لم تعد تجدي نفعاً لأن الأيام تمضي سريعاً وبالتالي حيل "الحكي" قصير لأن الدنيا تغيرت والجماهير حتى تفتّحت وبات أصغر متابع رياضي بسيط إلى أكبره يدرك أن الأمور ليست على ما يرام..

وللحديث بقية