للحديث بقية

طبخة المدربين

ربيع حمامة


يواصل موسمنا الكروي الحالي تسجيل للأرقام القياسية من ناحية تغيير المدربين ولا يكاد يخلو يوم من خبر مفاده تغيير المدرب الفلاني وتعيين غيره..

هذا الأمر لا يقف فقط على المدرب (وياليته كذلك) حيث يحضر المدرب ومعه الطاقم المرافق من مساعد  وحتى المعالج (أحياناً) ليتكرر هذا الأمر في النادي الواحد.. أو في عدة أندية.. ليبدو الأمر وكأنه طبخة نتذوقها كل دقيقة لنضيف إليها الملح والبهارات والخلطات والاختراعات بما يتناسب مع مزاجنا (المضروب أصلاً) لأن التغيير يولد التغيير وهكذا..!

دوري المحترفين لم يقصر بهذا الموضوع فكثرت الطبخات والطباخون من مدرب جاء وآخر ذهب والعكس وانضم إليه دوري الأولى ودوري الشباب وحتى فرق الفئات العمرية لأن الحبل طال ومشى على الجرار فهل هذا يعقل من إدارات أندية هي نفسها تقول عن حالها بأنها متزنة وتدرس الأمور وتقلب الأفكار وتؤيد الاستقرار؟!

التغيير في بعض الأحيان يكون حالة إيجابية وصدمة معنوية وفنية مفيدة لبعض الأندية لكن عندما يصبح عادة ومن مبدأ التغيير لأجل التغيير أو حتى يحمي البعض أنفسهم من المساءلة ورميها في شباك المدرب فهذا أمر غير مقبول ويبتعد عن أدنى مقومات العمل الرياضي الصحي والمطلوب اليوم إيجاد آلية عمل تبدأ من المدرب نفسه تحميه وتدعم سمعته وفق وقائع محددة وأن يكون العقد شريعة المتعاقدين لا حبر على ورق.

ومن المطالب أيضاً دراسات الأندية لإمكانيات فريقها جيداً واختيار المدرب الأنسب بما يتناسب وتلك الإمكانيات لأن لجميعنا أحلاماً كبيرة وطموحات عريضة ولكن يا ترى هل تتناسب وما بين أيدينا من إمكانيات..؟

وللحديث بقية..