من القلب

أينفع حذر من قدر!!

جريدة الاتحاد الرياضي العام سوريا


يشعر أحدنا بالصدمة عندما يقرأ عن موت مفاجئ لرياضي ولاعب في سن الشباب، ولأن الموت قدر على كل إنسان فلا اعتراض، لكن ما يتبادر للذهن أمر غاية في الأهمية وهو أن رياضيينا ولاعبينا لا يخضعون لفحوص طبية دورية إلا في المناسبات أو حين المرض وليس هناك من برنامج محدد لفحوص القلب وهو المحرك الأساس. الموت المفاجئ الذي داهم الحارس الشاب محمد فاضل زينو أثناء حصة تدريبية (رمضانية) تثير ألف سؤال، رياضتنا لم تبلغ بعد المستوى الاحترافي وحوادث كهذه يمكن أن تقع كل يوم.. برامج العناية والمراقبة الطبية في الدول المتطورة وللمحترفين تبدأ في سن مبكرة بحيث ترافق أي لاعب إضبارته الطبية حتى لحظة الوصول إلى النجومية، هذه البرامج تشمل حتى الصحة النفسية للاعب في كل فئة عمرية استناداً إلى خصوصية كل لعبة، هذا الأمر يحصل عندما نتحدث عن احتراف حقيقي ومتكامل، ولكن هل توقف هذه البرامج الموت المفاجئ؟! هل نملك مثل هذه البرمجيات؟! قطعاً لا، ومع ذلك نسمع عن موت مفاجئ للاعبين في الدول صاحبة البرمجيات الصحية والمراقبة المستمرة والسبب هو الخرق المتعمد وتجاهل الأخطاء الصحية لأن الاحتراف يتطلب مواصفات عالية ونتائج لائقة فتتم زيادة الجرعات التدريبية والأحمال حتى تصل فجأة إلى نقطة اللاعودة وهذا من مساوئ الاحتراف. ما الحل إذن؟.. في بلدنا وفي حدود الممكن يمكن أن نلجأ إلى إجراءات الوقاية المبكرة، فالفحوص الأولية للقلب الرياضي تحدد طاقة وإمكانية هذا القلب لشخص معين وعلى أساس هذه الفحوص يمكن تحديد سقوف الأحمال التدريبية في كل مرحلة من عمر اللاعب ويستبعد أولئك الذين لا يملكون قلباً سليماً حتى ولو كانت مستوياتهم الرياضية جيدة لأن النتيجة معروفة وهي الموت المفاجئ في مرحلة ما. تجاهل المدربين للحالة الصحية لأي لاعب هو ما يسبب الموت المفاجئ في أرض الملعب وقد تابعنا مثل هذه الحالات في ملاعب كرة القدم وألعاب القوى وفي بعض مباريات الملاكمة، هذا التجاهل تمليه المصالح المالية الضخمة في الدول المحترفة التي يحققها النجوم دون أي حساب لمخاطر التجاهل هذه فالأطباء يعرفون معنى المؤشرات والإنذارات التي يرسلها القلب ومع ذلك فإن بعضهم وبالتنسيق مع المدرب ولدواعي الحاجات الاحترافية يقبلون على المجازفة في سبيل تحقيق نجاح ما كما قلت فالاحتراف لا يرحم أما موت النجم فلا بأس. نحن نتجاهل حتى قواعد وخطوات الوقاية البسيطة وهذا يحدث في كل لعبة وفي كل ناد ومؤسسة رياضية فاستمرارية هكذا إجراءات هي المطلوبة إن في المؤسسة الرياضية أو على الصعيد الفردي للرياضي نفسه.. أي المتابعة الشخصية من اللاعب لحالته وهو أمر بالغ الأهمية وإلا قال القلب في لحظة ما (للصبر حدود). نبيل الحاج علي