من القلب

هند ظاظا

نبيل الحاج علي


ماذا علينا أن نفعل لأصغر بطلة سورية بكرة الطاولة تتأهل ولأول مرة بتاريخ سورية إلى أولمبياد طوكيو؟!!

وكيف سنتصرف وبين أيدينا أصغر لاعبة بتاريخ الأولمبيادات وبعمر أحد عشر عاماً تتأهل لأكبر محفل رياضي عرفه العالم يضم النخبة من أبطال العالم؟!!

نحن أمام طفرة وموهبة تلامس حدود المعجزة، ومن حق هذه البطلة الاستثنائية أن تتوفر لها ظروف استثنائية لا تخضع لأي قيود بعد تأهلها المباشر إلى طوكيو بعد أن أحرزت بطولة غرب آسيا بالفوز على بطلات مشهود لهن وآخرهن البطلة اللبنانية، هذا التأهل هو بحد ذاته إنجاز يفوق أي تصور، أما ما ستفعله هند في الأولمبياد فأمر آخر يجب أن نفكر فيه بهدوء وروّية كي نسهل عليها هذه المهمة فهي ستنافس بطلات دول متقدمة عنا بأشواط يملكن تاريخاً وخبرة وإمكانيات لا تقارن بسني عمر هند!!

كخطوة أولى في هذا الاتجاه هو استعدادها النفسي وهي وكما صرحت ترغب ببقاء مدربها الذي علمها الكثير كما قالت بقربها وهذا أمر ضروري لأن تحضيرها النفسي يبدأ من هنا ولأن التعامل مع بطلة بهذا السن أمر غاية في الحساسية والتعقيد وتحقيقه ممكن لأجل مصلحة عليا ومصلحة وطن فيه الكثير من الموهوبين الواصلين حد الاستثناء والذين خرقوا قواعد المنطق بموهبتهم وتفردهم وهي منهم.

ولاتحاد اللعبة دور أهم في تحقيق أفضل الظروف التي يجب أن تتوفر لتحقيق إنجاز آخر وهو تحقيق نجاح آخر في الأولمبياد دون أن نتخطى بأحلامنا حدود الواقع.

كيف نفعل ذلك؟ هذا شأن اتحاد اللعبة لكن رأي الآخرين من خبراء اللعبة حلقة مهمة فالخبرة الوطنية المتراكمة عند البعض يمكنها تقديم العون في الشأن الفني مع أن الحذر واجب فكثرة الأيادي المشاركة يمكن أن تؤدي لنتائج سلبية. ثم هل من الصعب ومن خلال مشوار تحضيرها الفني الاستعانة بخبرة خارجية من باب الاستشارة وكما يقولون زيادة الخير خير.

بانتظار هند والمحيطين بها عمل طويل وشاق وبين أيدينا ماسة خام تملك بريقها الخاص والذي يحتاج الى صقل حذر ومدروس كي يظهر الألق وألوان الشعاع وهذا دور الخبراء.

كل دول العالم والمتقدمة منها تلهث وراء موهبة كهذه وتدفع الغالي والرخيص كي تحصل على متأهل بطل إلى الأولمبياد، وكانت تقديرات هذه الدول المادية تقول بأن الحصول على بطل أولمبي يكلف مليون دولار وهي إحصائية ظهرت في القرن الماضي وفي سورية الكثير من الأبطال الذين تؤهلهم موهبتهم لخرق أي إحصائية منطقية وهند في مقدمة هؤلاء.

بشعور الامتنان والشكر نتقدم لكل من ساهم بظهور هند ابتداء من عائلتها وصولاً إلى مدربها وناديها والمسؤولين عنها في اتحاد اللعبة والقيادة الرياضية والشكر موصول لكل من سيعمل مع هند في تطور مسيرتها مستقبلاً لتبقى علامة بارزة في مسيرة وطن.