من القلب

فرصة نادرة فاغتنموها

نبيل الحاج علي


خط بياني صاعد للأولمبي الكروي، وهذا ما ظهر واضحاً في الدورة الودية التي أقيمت في الصين، فقد كان لتصدر الدورة وقع ممتاز سينعكس على الجميع، الفوز على مالي وهو المنتخب الذي شارك معظمه في بطولة الكأس الإفريقية، ثم الفوز على صاحب الأرض والتعادل مع طاجكستان يحقق قفزة معنوية وفنية للأولمبي وربما كانت هذه الفرصة الأخيرة قبل استحقاق نهائيات الكأس الآسيوية التي ستبدأ في الثامن من كانون الثاني في العاصمة التايلندية بانكوك والمؤهلة إلى أولمبياد طوكيو. الأولمبي يلعب في المجموعة الثانية وهي مجموعة نارية تضم قطر والسعودية واليابان، فاليابان في صدارة المنتخبات الآسيوية، كما أن السعودية وقطر تملكان منتخبات قوية متقدمة إن على صعيد التحضير أو النتائج. دورة الصين الودية أكدت بأن الأولمبي تقدم خطوات في أدائه، فالتصميم على الفوز يدل على امتلاك الإرادة على تحقيقه مما يعني أن هناك تطوراً جيداً قد حصل إن على صعيد التحضير النفسي أو التدريبي رغم أن معظم اللاعبين عانوا من المرض بسبب الإرهاق والتعب وتبدل المناخ، ويبدو أن السفر الطويل ومشاركة اللاعبين مع أنديتهم في الدوري الممتاز قد ألقى بظلاله على اللاعبين فكان الفوز بهدف مرتين لكنه لن يكون كافياً في نهائيات الكأس وفي مجموعتنا تحديداً. المباريات لم تكن منقولة ولهذا لم نتمكن من متابعة التفاصيل إلا أن التبديل بخمسة أو ستة لاعبين ساعد في انتقاء أفضل الحلول، أما ما وصلنا من تفاصيل للمباريات وتوصيفها يدل على أن هناك فرصاً ضائعة لم يتم استغلالها لسبب أو لآخر الأمر الذي يستوجب إعادة النظر من قبل الطاقم التدريبي للتركيز على لحظة التسجيل عند المهاجمين وداعميهم من خط الوسط ولا زال في الوقت فسحة للعمل على هذا التفعيل فالفرص الضائعة أمام اليابان أو السعودية وقطر يمكن أن لا تتكرر. الفوز بهدف وحيد أو عدة أهداف هو فوز كامل الأوصاف وقد حقق الأولمبي هذه المعادلة بنجاح فإن أضفنا بعض التعديلات وخاصة فيما يتعلق باللياقة البدنية ومن ثم تحقيق تناغم أعلى بين المهاجمين وخط الوسط فإن النتيجة ستكون أفضل بالتأكيد. إن عودة اللاعبين إلى خضم مباريات الدوري سيزيد من لياقتهم إلا أن للمشاركة محاذيرها فمن الممكن التعرض للإصابة كما وأن ضغط المباريات النفسي والبدني لن يسمح للاعبين بالاستراحة الكافية لكن اللاعب السوري قادر على التأقلم في أصعب الظروف إن كان استعداده النفسي على ما يرام وهذا ما نرجوه ونتمناه فالتأهل في نهائيات الكأس الموصلة إلى الاستحقاق الأولمبي في طوكيو حدث مهم في مسيرة هذا المنتخب الصاعد وهو الذي يشكل نواة المنتخب الأول في المستقبل القريب. إنها فرصة نادرة تستدعي من هؤلاء اللاعبين الممتازين أقصى الجهد لأنها منعطف هام في مسيرتهم الكروية ونجاحاتهم على الصعيد الخارجي وبالتالي هو نجاح لمنتخبات الوطن.