من القلب

ربّ ضارة نافعة

نبيل الحاج علي


كورونا أصبح حكاية العالم، وتأثير هذا الوافد الجديد شمل كل مفصل من مفاصل الحياة اليومية فضرره تجاوز حدود المتوقع ونحن في بلد الصمود تعودنا على الصدمات ولذلك فإن تعاملنا مع واقع كهذا هو من المسلمات أما صدمة بقية العالم وخاصة في أوروبا فإنها كابوس حقيقي هبط فجأة فشَّل كل مفاصل الحياة، هذا الكورونا أمسك بتلابيب النشاط الرياضي ليس عندنا وحسب بل وأوقع خسائر اقتصادية فادحة لكل القطاع الرياضي في العالم، للأندية المحترفة ولشركات الإعلام والدعاية والتسويق، عندما توقف النشاط الرياضي كله وخسارتنا محدودة للغاية والالتزام والوقاية خير من ألف علاج.

أقول إن رب ضارة نافعة.. فاتحادات ألعابنا الجديدة هي في بداية طريقها لقيادة ألعابها وهذا التوقف المفاجئ فرصة كبيرة لإعادة النظر في كثير من الأمور، وعديد من نقاط الضعف السابقة والتي أبطأت حركة اللعبة بل ويصل الأمر لإمكانية تغيير الاستراتيجية أو تعديلها على الأقل لهذا الاتحاد أو ذلك.

ما المانع في أثناء هذا التوقف أن يفكر اتحاد كرة الطائرة بطريقة الدوري التي ينفذها وهل بالإمكان تعديلها؟! وما المانع أن يقوم اتحاد كرة السلة بتقويم نتائج منتخباته اعتباراً من الرجال لكي يحقق تطويراً أفضل من الموجود.

أما اتحاد كرة القدم الجديد فهو على ما يبدو في حركة دائمة في بعض الملفات.. فرغم الآراء المتعددة والمتناقضة التي رافقت عملية اختيار طاقم تدريبي للمنتخب الأول والتي طالب بعضها بمدرب أجنبي، واتجه آخر نحو الإبقاء على المدرب الوطني دون تحديد مباشر لمن يكون المختار إلا أن القرار اتُّخذ وتم التعاقد كما رأينا مع مدرب ممتاز له تاريخه المشهود له وانتهى بذلك الجدل فيما يخص هذا الملف الشائك  رغم بقاء السؤال المطروح عن الجدوى الفنية لهكذا قرار لكن الملف أُقفل بقرار المعنيين بالقرار.. وبذلك تتاح الفرصة أمام الاتحاد الكروي كي يتحول إلى ملفات أخرى.. وأهمها على ما أعتقد هو ملف المنتخبات الشبابية والناشئين.. فنحن عانينا من خروج متكرر لشبابنا وناشئينا من التصفيات الآسيوية مع أننا كنا رواداً على الصعيد الآسيوي وخاصة في فئة الشباب وتراجعنا بشكل دراماتيكي إلى الصفوف الخلفية وتعودنا أو كدنا نفعل ذلك باللعب في مجموعتنا دون الخروج منها نحو الدور الثاني وتكرر الأمر بالنسبة للناشئين وهاتان الفئتان هما مستقبل الكرة السورية.

إذن هي فرصة للتفكير في هذا الملف بشكل مدروس ووضع هيكليته بل وإخراج بعض تفاصيله إلى حيز الواقع.

يبقى ملفاً متداولاً في وسط الجمهور الرياضي الكروي والخبراء وهو ملف اللجان الرئيسية لهذا الاتحاد المهم جداً لما تملكه كرة القدم من مكانة في مشاعر الجمهور السوري، وتباينت الآراء في صلاحية هذه اللجان ولعل الشهور الأولى لعمل الاتحاد ستكون مقياساً يحدد نجاح هذه اللجان من عدمه وفرصة التوقف هذه محطة لكي يتم التدقيق في هذا الأمر وتصويبه إن اقتضى الأمر. إذن ربّ ضارة نافعة يستغل الراغب وهو في موقع المسؤولية  الفرصة لكي يضع بعض النقاط على الحروف.