من القلب

عودة مباركة

نبيل الحاج علي


بعد منافسة حامية عاد اتحاد كرة السلة إلى قواعده وبدأ على ما يبدو في استكمال خطوات كان قد بدأ بالتمهيد لها وأهمها دخولنا إلى الاستحقاقات وخاصة بطولة غرب آسيا لفئة الناشئين والناشئات التي بدأت لتوها وتُوجت بفوز ناشئاتنا على العراق. ورغم غياب البعض عن هذا الاستحقاق لسبب أو لآخر إلا أن العودة مهمة للغاية على أن تنظم سورية استحقاق الشباب في العام القادم. الخطوة في حد ذاتها مهمة للغاية فالعودة إلى المسار بعد طول جفاء دليل عافية وهي خطوة مهمة لأن ما شهدناه من نزيف للاعبين خلال سنوات أفقد المنتخبات الكبيرة توازنها وعودتنا الآن بفئات الناشئات والشباب تؤسس لجيل واعد تم البدء بخطوته الأولى وهذا أمر مفرح للغاية. قبل مباراة العراق تابعنا على الشاشات مقاطع من تدريب الناشئات وكان من الملاحظ أن هناك قفزة نوعية على المستوى الفني أولاً ثم قفزة أخرى على مستوى انتقاء اللاعبات من حيث الطول وأذكر بعض مباريات منتخب السيدات بكرة السلة في الدورة العربية بالأردن، أقول: أذكر بأن معدل الطول عند منتخبنا آنذاك كان متواضعاً بل ملفتاً للنظر.. مع أن اللعبة في أساسها تعتمد الطول أولاً إذن هناك تحول في مفهوم الانتقاء وهذا أمر يبعث على التفاؤل. في لقاء تلفزيوني مع المسؤولة عن هذا المنتخب الناشئ والذي تابع الجمهور بعض مقاطعه يشعر المرء بأن هناك مفهوماً جديداً لمقاربة آلية الانتقاء وأن إتاحة الفرص تبدو معقولة أمام المرشحات لهذه الفئة العمرية لأهميتها القصوى يبقى أن يقوم الاتحاد ببعض الخطوات وعلى رأسها آلية الفئات العمرية على مستوى الأندية وفي البطولات المحلية لإتاحة الفرصة أمام أكبر شريحة من الناشئين والناشئات بالمشاركة في الدوري والبطولات فقد خسرنا الكثير من لاعبي ولاعبات الصدارة ونحتاج إلى قاعدة واسعة تؤسس على قواعد واضحة هدفها تطوير المستوى الفني الذي سيرفد الفئات الأعلى وهذه مهمة صعبة ودقيقة ويجب أن تكون بأيد أمينة متفهمة لواقع الحال وهذا من الخطوات الأولى التي يجب أن يتبناها الاتحاد المستمر في مهمته لتعويض ما خسرناه من لاعبين ولاعبات خلال سني الأزمة. استحقاق شباب غرب آسيا بكرة السلة وعلى أرضنا بارقة خير تبعث على التفاؤل والسير بهذه الخطوات يعيد البريق للعبة الجماهيرية المحبوبة ويعيد جمهورها للاهتمام بها بعد أن خسرنا الكثير على مستوى اللاعبين والإداريين والمدربين. متفائلين بعودتكم إلى الاستحقاق ونرقب باهتمام كل نجاح قادم.