من القلب

حسابات الدور الثاني

نبيل الحاج علي



بعد أداء مقنع للأولمبي الكروي في الدور الأول للتصفيات الأولمبية تحت 23 عاماً وبعد التأهل للدور الثاني مع السعودية المتصدرة، ودعنا هذه التصفيات بعد الخسارة بهدف مع أستراليا وكذلك ودعت الأردن والإمارات وغيرها من المنتخبات هذه التصفيات المؤهلة لأولمبياد طوكيو.

الدور الثاني وخروج المغلوب هو واقع نعانيه وتعاني منه كل منتخباتنا، فعندما نتأهل من دور المجموعات نكون قد بذلنا أقصى الجهد واستنفذنا رصيد الطاقة، وحسابات دور الخروج له وجوه أخرى، وله تكتيكات مختلفة، ولنعد للاولمبي فلو استطعنا تصدر المجموعة بالفوز على السعودية لكان حظنا أوفر في اجتياز هذا الدور فتايلند ليست أستراليا واحتمالات الفوز عليها أكثر بكثير.

كان هدفنا المبدئي هو التأهل للدور الثاني وقد فعلنا لكننا اصطدمنا بحائط مسدود.

هذا الخروج يدفعنا للتفكير بمسيرة المنتخب الأول الذي حقق النقاط الكاملة في ذهاب المجموعة كما وحقق فوزه الأول في الإياب بالفوز على الفلبين وكل المؤشرات تدل على وصولنا للدور الثاني فأمامنا غوام والمالديف ثم الصين ولأن غلتنا من النقاط جيدة فلا شك في تأهلنا. ولكن.. سبق وقلت إن نتائجنا في ذهاب المجموعة هي جيدة بمقياس النقاط، أما في المقياس الفني فأمر آخر.. فقد شهدنا مباريات خامدة مع المالديف، ونتيجة تثير التساؤل مع غوام فالسومة وحده حقق أول هاتريك له فيها فماذا لو أصيب السومة؟! إلا أن المباراة الأفضل أداء كانت مع الصين رغم أن الهدف الذي سجلناه كان بقدم مدافع صيني، ولهذا فإن من الواجب ان نفكر برأس باردة للمرحلة الثانية.. هل ستعود الروح للمنتخب الذي شهد فترات مدّ وجزر أم أننا سنكتفي بما قدمناه مع المالديف آخر المجموعة؟ وهل سنتلافى بعض نقاط الضعف بين الخطوط أم سنستمر بالأداء المتردد الذي يشكل السبب الرئيسي في الخروج من التصفيات.

أما الحساب التكتيكي الآخر فهو: هل من الأفضل أن نكون أول المجموعة أم الثاني منها ومن سيكون بانتظارنا في الدور الثاني؟! هل نصدم بالخروج كما حصل للأولمبي رغم الأداء المقنع أم نستمر قدماً..

هي مجموعة من الخيارات منها الفني ومنها ما يتعلق بالأداء وبروح المنتخب واستعداده، ومنها التكتيكي المتعلق بالمركز في المجموعة، وعلينا أن نكون جاهزين ففي الوقت سعة ولدينا العديد من الخيارات وعلى رأسها التخلص من الإصابات الموجودة كحال الخريبين ومنها ما هو ممكن الحدوث أثناء مشاركة اللاعبين مع أنديتهم المحلية والخارجية، كما أن النظر بمنتهى الجدية إلى القاعدة الأساسية في منتخباتنا وهي الجاهزية البدنية واللياقة العالية وهو أمر يدعم استراتيجيتنا، أما الحسابات الأخرى فتقع على عاتق الجهاز الفني والإداري وخاصة تلك المتعلقة بموقعنا في حال المرور نحو الدور الثاني.

المهمة الصعبة تبدأ بعد الانتهاء من المباريات الثلاث المتبقية ونأمل ألّا تتكرر الهفوات وللدور الثاني حديث آخر!!