من القلب

ابحثوا عن الأسباب

نبيل الحاج علي



عندما يختلف حساب البيدر عن حساب الحقل يشكل هذا الاختلاف انطباعاً بأن هناك مفارقة ما وأن هناك خللاً في التوجه نحو الأهداف، وعندما تتناقض نتائج فريق رجال أي ناد مع نتائج شبابه في البطولات المحلية وخاصة الدوري العام لأي لعبة فهذا يؤكد أن الخلل واقع، وحتى لا نوسع دائرة المقارنات فسوف أشير لمثال من الدوري السوري الممتاز بكرة القدم باعتبار أن كرة القدم واجهة مهمة لألعابنا الجماعية.

في الدوري الماضي كان نادي تشرين ينافس على صدارة الرجال، وساير شبابه هذه المسيرة بتصدره دوري الشباب لكن الصورة تراجعت عند كثير من الأندية ونحن في الأسبوع السادس عشر للدوري الممتاز. وحده حطين يحقق علامة كاملة في انسجام النتائج فهو الرابع في دوري الرجال والرابع في دوري الشباب، وتتكرر الصورة لتكون أقرب إلى الواقع عند الكرامة سابع الرجال وثامن الشباب وكذلك نادي الشرطة ثامن الرجال وسابع الشباب.

أين الخلل إذن؟ عندما يتصدر النواعير ويليه الطليعة دوري الشباب وهم على لائحة الرجال في المركز العاشر والتاسع للطليعة فإن هذا يطرح سؤالاً مهماً على مجلس إدارة النادي عن سبب الفروق الكبيرة بين نتائج الرجال والشباب، وعندما يتراجع تشرين المتصدر رجالاً إلى المركز الخامس شباباً فإن الأمر يستدعي وقفة متأنية وإعادة النظر في آلية العمل، وعندما ينصب اهتمام الوثبة على الرجال ويصل المركز الثاني إضافة لأدائه الجيد في الاستحقاق الخارجي، ألا يجدر به والحال كذلك أن يدقق في موقع شبابه الذي يراوح في المركز السادس؟!

في الأندية المتطورة يعملون دائماً على دراسة البيانات الإحصائية ويقارنون ويعدلون في البرامج والخطط التدريبية لتحقيق توازن منطقي بين الرجال والشباب والشباب هم المستقبل وهم دعامة أساسية في تقدم النادي وتطوير نتائجه، ورغم أن أنديتنا تواجه الكثير من العوائق وخاصة المادية منها فإنها توجه جلّ اهتمامها لفريق الرجال مما يدفع بالشباب إلى خلفية الصورة مع أن بالإمكان التحول جزئياً نحو الشباب بإجراء إحصائيات ومقارنات فردية وجماعية دون أن يكلف ذلك أموالاً إضافية، وبإمكان الأندية التدقيق في اختيار الطاقم التدريبي القادر على التأقلم مع ظروف صعبة إضافة لمتابعة مستمرة لمسيرة الشباب.

حتى أفقر الأندية تستطيع أن تحقق خطوات علمية في تحضير فرقها للفئات العمرية فالعلم ليس حكراً على الأندية الفنية وهذه الخطوات العلمية يمكن تنفيذها في آلية تحضير كل الألعاب وخاصة ألعاب الكرات والفرق الشبابية هي الصورة الحقيقية لمستقبل أي ناد وتراجع نتائج هذه الفئة يحدد سلفاً ولوقت طويل نجاحات هذا النادي أو ذاك.

إن توقف النشاط والدوري بكرة السلة والقدم وتأجيله حتى نيسان يمكن أن يكون فرصة لإعادة النظرة في تفاصيل مهمة في محاولة لتحقيق الأفضل والكل يسعى للأفضل.