من القلب

إرهاصات الدوري الكروي

نبيل الحاج علي


الدوري الكروي الممتاز على أبواب أسبوعه الثالث، ومن المبكر وضع قراءات ومقارنات ثابتة في سياق التحليل، لكن من الواضح أن هناك أندية بدأت بشكل جيد، وأن هناك أندية أخرى لا تزال تعاني من بعض المشاكل لم تسمح لها بالدخول بأجواء المنافسة ولذلك كانت مبارياتها في الأسبوع الأول غير موفقة كحال الوحدة والكرامة والاتحاد والجيش الذي خسر مباراته الأولى. النفس الطويل للنادي هو الذي يتحكم بالنتائج وذلك اعتباراً من نهاية الثالث الأول لذهاب الدوري، فبعض مرور بعض الأسابيع سيظهر النادي الذي يحافظ على معدلات متصاعدة تدريجياً وسيظهر النادي الذي بدا بطفرة حماس مكنته من الحصول على نقاط الأسابيع الأولى ثم يخبو الحماس فتتراجع النتائج وتبدأ أندية النفس الطويل بالظهور. لاشك أن صدور بعض العقوبات الانضباطية بحق المخالفين والدوري لازال في بدايته يدل على متابعة ومراقبة جيدة حتى تاريخه. لكن الغرامات المالية المتضمنة في لائحة الانضباط لا زالت هي الطاغية على القرارات الصادرة بحق مدربين وإداريين، وهذه المسألة سبق وتم ا لتطرق إليها من عديد من المتخصصين في وسائل الإعلام، فحساسية الدوري وأهمية تنفيذه بسلاسة تحتاج ربما إلى نظرة أشمل كما وتحتاج إلى تفعيل بعض بنودها، وربما واجهنا خروج بعض الجمهور في المباريات المقبلة عن النص الأمر الذي يمكن أن يسبب إرباكاً كبيراً الأمر الذي يقتضي تعديل أو إضافة بعض البنود على قوام اللائحة الانضباطية، فالغرامات المالية وحرمان مدرب أو إداري من التواجد في الملعب وكذلك عقوبات اللاعبين لن تفي بالغرض كما حصل في بعض الحالات في الموسم الماضي، والأهم من كل ذلك إيجاد حلول ناجعة للحالات غير المنضبطة من قبل الجمهور وهي التي تسبب الأذى الأكبر وهذه الحلول لا تعالجها اللوائح وحدها بل ونحتاج إلى إجراءات وقائية من عديد من الجهات وأهمها دور رجال حفظ النظام فعلى عاتقهم تقع مسؤولية كبيرة ابتداء في التدقيق في عملية دخول الجمهور إلى الملعب والمدرجات ثم مراقبة حركة الجمهور في المدرجات أثناء وبعد انتهاء المباراة وهذا يحتاج إلى دراية واسعة وحكمة في معالجة الأمر لأن درهم وقاية خير من قنطار علاج وهذا يتطلب التنسيق بين كل المفاصل المشرفة على سير المباراة لإيصالها إلى بر الأمان، كما وأن حماية أطقم الحكام أثناء وبعد المباراة يؤدي إلى سير العملية التحكيمية بسلاسة، فالحكم المطمئن إلى أن هناك من يحميه سيتخذ بالتأكيد قرارات محايدة وصحيحة التي ربما لا تعجب البعض وسينسحب هذا الاطمئنان إلى كل الحكام المكلفين بقيادة المباريات في الأسابيع الساخنة من الدوري. عندما يتم الالتزام بكل قواعد القانون والحيادية في تعيين الحكام ثم في قراراتهم، وعندما يؤدي مقيم الحكام والمقيم الإداري واجباتهم دون التأثر بمفاعيل الإيحاءات والتلميحات من قبل أصحاب المصلحة عندها تتوافر الشروط المطلوبة لتطوير الأداء في الدوري. نأمل أن تكون الإجراءات الانضباطية والعقوبات الاتحادية في حدودها الدنيا، ونأمل أن تكون الأخطاء الإنسانية في تقدير الصافرات التحكيمية مقبولة نسبياً لأننا لم نصل بعد إلى تقنية (الفار) التي تساعد الحكام في إعادة النظر بقراراتهم ومع ذلك فإن لدينا حكاماً على قدر جيد من المسؤولية وقادرين على إنجاح المباريات وإيصالها إلى بر الأمان.