من القلب

استقالات بالجملة والمفرق

نبيل الحاج علي


إذا كانت بطولة الكأس الإفريقية قد عصفت بالمغرب فخرجت من السباق، وكذلك فعلت مصر الدولة المضيفة بعد خسارتها مع جنوب إفريقيا بهدف ما أدى إلى استقالة هاني أبو ريدة رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم بعد استقالة الكادر الفني والإداري للمنتخب المصري. وإذا كانت بطولة كوبا أميركا تشهد أحداثاً بعد إخراج البرازيل للأرجنتين بهدفين واكتفت الأرجنتين بالمركز الثالث كما فعلت البيرو بتشيلي في مسلسل مفاجآت لا تنتهي.. أقول بعد كل هذا بأن الأحداث الكروية العالمية المؤثرة قد بقيت عند حدها الطبيعي، فماذا نقول نحن والحال هذه!! نحن أيضاً لنا في القصة نصيب. تلك السهولة في الانسحاب من الساحة الكروية السورية يسبب حالة من انعدام الوزن الذي لا يخدم أحداً، فالاستقالات عندنا (وربما حدثت بالعدوى) والخروج من مواقع المسؤولية وقعت عندنا في حالات الخسارة والفوز وبهذا سبقنا الآخرين بأشواط فالمسلسل عندنا له طعم خاص بنا. عندما استقال مدرب الفتوة أحمد عزام بعد الصعود إلى الممتاز ولحقته الإدارة استغربنا وقلنا أبعد الفوز الجميل نستقيل؟! وعندما صعد الجزيرة بهدفيه على الحرية في المباراة الفاصلة إلى الممتاز يترك رئيس النادي عبد الناصر الكركو موقعه وكذلك فعل اللاعب المخضرم يونس سليمان صاحب الهدف الأول في مرمى الحرية وكأن المهمة انتهت بالصعود وهي في الحقيقة قد بدأت للتو، ونقول سبحان الله نفوز وننسحب من السباق فماذا عن الخاسرين. إدارة نادي الحرية توقف نشاط رجالها ويستقيل الكادر الفني والإداري بعد قرار العودة إلى أبناء النادي من اللاعبين والمدربين.. نقول بأنها خطوة فيها نظر فالخسارة مؤلمة لكنها ليست سبباً لرد الفعل هذا وخاصة وأن المدرب أعاد بعض الاستقرار النسبي لفريق رجال النادي.. وعندما يحقق الطليعة إنجازاً بوصوله إلى المباراة النهائية لكأس الجمهورية تتداعى أعمدة الطليعة فيغادر المدرب ماهر إلى تشرين ويستقيل رئيس النادي مع عضوين من مجلس الإدارة ويبدأ العمل الحثيث لإعادة الأمور إلى نصابها مع أن كل هذه العاصفة التي أطاحت بالجميع لا مبرر لها فالطليعة أقصى قبل وصوله لنهائي الكأس نادي تشرين وهو ثاني الدوري السوري وهو النادي المتميز رجالاً وشباباً!! هل الاستقالات هي الحل؟! حتى في حال الخسارة.. وكم يضيع من الوقت والجهد لكي تعاود عجلة النادي للدوران مرة أخرى والاستقالات عندنا لها طعم خاص على ما يبدو وهي حاصلة في الحالتين الفوز والخسارة، ولهذا فإننا نحتاج إلى وقفة متأنية كل في ناديه وموقعه لأن أنديتها الكروية تعاني من عدم توازن مزمن لأسباب شتى، منها المادية، وبعضها مصلحي يخص خلاف مصالح ووجهات نظر وفي المحصلة يدفع النادي وحده الثمن، فكم من مدرب وخلال الدوري أُقيل أو استقال بسبب النتائج ولهذا اقول اهدؤوا فالاستقالات ليست الحل في غالب الأحيان والتروي يوصلنا إلى ما نريد بعد حين والشاطر من يتعظ من تجارب الآخرين.