من القلب

استقالات وإقالات المدربين

نبيل الحاج علي


التغيير سنة الحياة، وللتغيير والتبديل وجه إيجابي يحقق تحولاً ما، وآخر سلبي يحركه النزق وقلة الحيلة وضياع البوصلة وبالتالي الاتجاهات الصحيحة. ما يجري من تبديل في كوادر الأندية وخاصة في الأسابيع الأولى للدوري الكروي الممتاز يحتمل الوجهين الإيجابي والسلبي، فالنتائج الأولية للأسابيع الأولى ليست مقياساً حقيقياً بعد فلا يزال من المبكر تصدير الأحكام لما يلحقه الاستغناء عن المدربين من أذى بالنادي، حتى لو كان في الأمر وجهة نظر إلا أن ذلك لا يحقق المطلوب في غالب الأحيان. نادي الجيش وبعد بداية متعثرة في الأسابيع الثلاثة الأولى يستغني عن مدربه الذي حقق نتائج معقولة في استحقاقات هذا النادي المتميز ليستلم الراية مدرب نادي الوحدة المفارق لناديه.. فماذا كانت محصلة لقاء الساحل؟!.. التعادل.. ونادي الساحل ناد مجتهد وصاعد جديد إلى منصة الممتاز ويعيش هو الآخر إشكالات كثيرة، وهنا يطرح السؤال نفسه.. هل يتحمل المدرب وحده المسؤولية عن خسارات متكررة؟ أم أن هناك مسائل يجب التحقق منها بهدوء كأداء اللاعبين أنفسهم؟ المدرب ما يسترو يقود الجوقة الموسيقية فإن لم يتجاوب البعض مع إرشاداته فهذا دليل على خلل يتحمله المدرب واللاعبون على حد سواء والدليل على ذلك هو التعادل مع الساحل، فالمقارنة بين الناديين ترجح كفة نادي الجيش الذي كان دائماً من أندية الصدارة لتكامل كل مقوماته كناد عريق أثبت دائماً جدارته على الساحة المحلية والخارجية.. إذن فإن البحث عن الأسباب يجب أن يتوقف ملياً عند أداء اللاعبين ورغبتهم في تحقيق الفوز. والتغيير مستمر فالوحدة يخسر مدربه بالاستقالة وكذلك فعل مدرب الساحل ومدربا النواعير وجبلة أي أن الهزات شملت خمسة أندية في الممتاز والجميع يعلم أن خسارة أي طاقم تدريبي في مطلع الدوري يؤسس لهزات سلبية تطال النادي، فأي مدرب جديد يحتاج لأسابيع عديدة ليتأقلم مع اللاعبين ولكي يستوعب الصورة الشاملة لفريق جديد وفي هذا خسارة للزمن لا تعوض إلا استثناء. إقالة أو استقالة أي مدرب تؤديان إلى نفس النتيجة وهذا التوجه يشير غالباً إلى خلافات بين الطاقم التدريبي وإدارة النادي كما ويشير إلى حالة من عدم الاستقرار وتعدد الآراء وتضاربها في مجالس الإدارات في حالات أخرى. الاستراحة وتوقف الدوري بسبب استحقاق منتخب الرجال والأولمبي فرصة كبيرة لبعض الأندية كي تعيد الأمور إلى نصابها.. فمن استقال له أسبابه التي يمكن معالجتها بهدوء كحال مدرب جبلة والنواعير والساحل، ولمدرب الوحدة أسبابه الخاصة في الاستقالة، أما مدرب الجيش فإن إقالته تدخل ضمن عنوان اللاعبين والحظ العاثر، ومهما تعددت الأسباب فالمحصلة واحدة وهي محصلة سلبية كما يقول المنطق. تحقيق الاستقرار في فرق الأندية غاية يجب تحقيقها في مراحل مبكرة قبل بدء الدوري وليس أثناءه والاستثناءات موجودة بالطبع لكن الظاهرة كانت ملفتة للنظر فاقتضى التنويه.