من القلب

الإضاءة على الأسباب

نبيل الحاج علي


عندما تتحقق نتائج محبطة لمنتخب ما نبحث عن الأسباب المؤدية لهذه المحصلة، ومن دون ذلك لن نستطيع تجاوز الأمر في الاستحقاقات التالية، وعندما يكون المقصود منتخب للناشئين تحت سن ستة عشر تزداد الحاجة إلى التدقيق فالناشئون هم الحلقة الأولى والمهمة في سلسلة المنتخبات لأي لعبة وهي تعطي المؤشر سلباً أو إيجاباً للمستقبل. منتخبنا للناشئين بكرة القدم في التصفيات الآسيوية شارك في مجموعته التي تضم (السعودية، عُمان، باكستان) والتصفيات جرت في مدينة الخُبر السعودية وهي مدينة تعرف بحرارتها المرتفعة ورطوبتها العالية، والتأقلم مع هذا الطقس يحتاج إلى مدة زمنية كافية ليتمكن اللاعب من تقديم أداء مقبول.. ولأن منتخبات مجموعتنا معتادة على طقس كهذا فإن قدرتها على الأداء ستكون أفضل بكثير ممن تختلف ظروفه المناخية في بلده عنها. المهم هو البحث في الأسباب التي أوصلت إلى هذه النتائج، فقد كان من المتوقع أن نحقق على الأقل المركز الثاني في المجموعة بعد صاحب الأرض، لكن الخسارة الثقيلة مع السعودية ثم مع عمان أفقدنا هذه الفرصة. ولنعد إلى بداية المشهد.. فمن المعروف أننا ومنذ عقود نعاني في هذه البطولات من فروق السن.. فالمنتخبات الآسيوية لهذه الفئة العمرية تخالف دائماً شروط السن نظراً لصعوبة تحديد العمر الحقيقي للاعب في مثل هذه السن المبكرة، فنهايات العظام عند المفاصل لم تتكلس بعد وبالتالي ستكون هناك فروق عمرية بين المشاركين هذا إذا افترضنا التزامنا بالعمر الحقيقي لكن بقية المنتخبات غالباً ما تضم لاعبين تجاوزوا السن بسنتين أو أكثر مما يحقق شروطاً أفضل لهم للفوز. أما خصوصية المناخ والتأقلم معه فقد خسرناه مسبقاً وهذا المناخ يضغط على اللاعبين الذين لم يتعودوا عليه فمناخنا معتدل بكل شيء وبالتالي فإن أداء اللاعبين سينخفض إلى النصف تقريباً وكان من الممكن تجاوز بعض هذا التأثير لو انتبهنا مسبقاً إلى أهميته!! ولن ننسى في هذا السياق أن نعزو مثل هذه النتائج إلى خلل في العوامل الذاتية، فمن الممكن أن يكون هناك ضعف في الناحية التدريبية، أو في اختيار التشكيل، وربما أغفلنا معدلات الخط البياني للياقة البدنية، فالاستعداد البدني العالي يخفض زمن تأقلم جسم اللاعب مع قسوة المناخ فإن لم نصل باللياقة إلى أعلى معدلاتها فالخسارة ستكون المحصلة بالتأكيد وهذا من مسؤولية الطاقم التدريبي لأنه يعرف مسبقاً مكان المباريات وهو مدينة الخُبر وكان من المفيد التركيز على رفع معدلات اللياقة كأولوية، وما نتيجة المباراة الأولى إلا دليل على سوء تقدير في مرحلة التحضير. وأخيراً فإن فرص التحضير للمنتخبين السعودي والعماني أكبر وأكثر تنوعاً من التي أتيحت لمنتخبنا على ما يبدو، أما تعادلنا مع باكستان فيطرح الكثير من الأسئلة عن تقصير ذاتي بدا واضحاً، ولهذا علينا إعادة النظر في المضمون كله لاستدراك هذه التفاصيل في قادمات الأيام.