من القلب

البدايات الخاطئة

نبيل الحاج علي


البدايات الخاطئة تؤدي كما يقول المنطق إلى نهايات خاطئة دائماً ولأن الاتحاد الكروي السابق أخطأ في الاختيار، فإن وضع المدرب والطاقم معه في غير مكانه أوصلنا إلى نتائج في منتخبات الناشئين والشباب إلى ما وصلنا إليه من الخروج من الدور الأول من التصفيات الآسيوية!! إن الخطأ في اختيار المدرب غير المناسب أوصلنا إلى تشكيل غير مناسب فعندما يبدل مدرب الناشئين تسعة لاعبين دفعة واحدة من تشكيل الناشئين الذي استلمه من المدرب السابق يوصلنا إلى المركز الرابع والأخير في المجموعة، وتكررت نفس أخطاء الاختيار في منتخب الشباب وخرجنا من التصفيات لأسباب متشابهة. الشباب في مجموعته أقل ما يقال عنها أنها سهلة للغاية وهي (طاجكستان، لبنان، والمالديف) والطاجيكي المتصدر للمجموعة بتسع نقاط هو جديد على الساحة الكروية ولبنان التي تعادلنا معها لا يخفى علينا مستواها أما المالديف فتحصيل حاصل ومع ذلك خرجنا بالمركز الثالث بعد لبنان وخرجنا من التصفيات بخفي حنين.. كل ذلك من أخطاء تراكمت ولحق بعضها بعضاً، خسرنا مع الطاجيك بهدف وتعادلنا مع لبنان، وفزنا على المالديف وخرجنا بأربع نقاط. خطأ كما قلنا في الاختيار تلاه خطأ في اختيار التشكيل ثم خطأ في قراءة المباريات وعدنا من المولد بلا حمص. لماذا نتحدث عن التشكيل؟! وسأقول لكم التالي: أي مدرب متوسط المستوى يعرف أن اختيار منتخبه يجب أن يكون من اللاعبين الذين أثبتوا قدرتهم على الفوز وإن عدنا إلى الشباب فإن من يتصدر نتائج الشباب في سورية هو نادي تشرين وهو الأول بلا منازع وهذا يعني أن مجموعته (أي شباب تشرين) قوة ضاربة لأنها استحقت المركز الأول وكذلك الحال مع أندية أخرى بفرقها الشبابية التي تضم مواهب وخامات تحتاج إلى البرمجة التدريبية والصقل لتحقق المفاجآت كحال شباب الكرامة وغيره من الأندية. فإن قرأنا بإمعان أسماء منتخبنا الشاب الخارج من التصفيات لوجدنا عجباً عجاباً فمن المتصدر الأول لبطولة سورية للشباب هناك لاعب واحد إن لم تخني الذاكرة وكذلك لاعبين قلائل من أندية الصدارة الشبابية. ماذا يعني هذا؟.. الأمر الواضح وضوح الشمس أن هناك قصوراً كبيراً في عملية الاختيار وتجميع المبرزين من اللاعبين منذ البداية وهذه مسؤولية المدرب أولاً ثم طاقمه المساعد الذي لم يعترض أو يعدل أو يقترح كما أن الأخطاء الذاتية بعد ذلك لعبت دوراً في هذا الخروج الذي لم يتوقعه أكثر المتشائمين بالمنتخب فالمجموعة سهلة فإن لم نحصل على المركز الأول فثاني المجموعة. نحن ندفع فاتورة نتيجة الخيار الشخصي الخاطئ للجهاز الفني، وهي فاتورة ثقيلة الوقع على الوسط الكروي فهذه هي المرة الرابعة التي يخرج فيها شبابنا من التصفيات وكنا أبطال القارة لمرة واحدة، فيما مضى بل وتأهلنا لكأس العالم في الدمام والبرتغال، عشرات من نجوم الشباب تجاهلناهم فحصدنا ما زرعناه.