من القلب

العود أحمد

نبيل الحاج علي


بعد غياب طويل للريشة الطائرة السورية عن الساحات العربية والإقليمية والاستحقاقات، وبعد تفرّق الكوادر التدريبية الأساسية الذي أدى بالتالي إلى تراجع المستويات الفنية لقاعدة اللعبة وللاعبين، عاد اتحاد الريشة الطائرة وبقوة إلى الميدان مبتدئاً بدورة دولية للمستوى الرابع يقودها المحاضر الدولي الماليزي "سام بنتان" وهو عضو مكتب تطوير الريشة الطائرة الآسيوية وبمشاركة ثلاثين دارساً حصلوا على شهادة مدرب دولي للمستوى الأول. خلال مسيرة الدورة الدولية التي جرت في قاعات الأكاديمية الأولمبية السورية في مدينة الفيحاء كان التصميم والالتزام والانضباط من سمات المشاركين بهذه الدورة الدولية التي غابت طويلاً عن أروقة القاعات الرياضية السورية، وفي حديث مطول مع نائب رئيس اتحاد الريشة الطائرة الذي كان من أبطال هذه اللعبة ظهر واضحاً حجم التصميم في العودة باللعبة إلى الساحات العربية والإقليمية وتحقيق قفزة نوعية لها تبدأ بتحضير سليم وممنهج لكوادر هذه اللعبة ونخبة من مدربيها. كانت الريشة الطائرة السورية فيما مضى وحتى الدورة العربية التي أقيمت في عمان، الأردن، عام 1999 في صدارة الدول العربية حيث حصلت على سبع ميداليات ذهبية، وكان هذا النجاح يؤهلها آنذاك لدخول الساحات الآسيوية فقد كانت هناك نخبة من الأبطال والبطلات الموهوبين الذين كان بإمكانهم الدخول إلى المنافسات الإقليمية والآسيوية بعد تراكم الخبرات لديهم فاللعبة كانت جديدة على المنطقة العربية، وكما قال المحاضر الدولي الماليزي بأن اللعبة لم تكن موجودة في تايلند منذ عشر سنوات وها هي تايلند تقدم أفضل عشرة لاعبين في العالم، وكذلك فعلت كوريا وهذا دليل على أن من يبدأ مشوار الألف ميل بطريقة صحيحة سوف يصل بكل تأكيد إلى أبعد مما يتصور اعتماداً على مستوى الجهد الذي يبذله وإصراره على الاستمرارية. الريشة الطائرة من الألعاب الممتعة ويطبق عليها مثل (السهل الممتنع) وهي لعبة فردية يحقق فيها اللاعب ميدالية تعادل ميدالية لعبة جماعية وهذه إحدى ميزات الألعاب الفردية وأهميتها في المسابقات الدولية. إن الوعد الذي قطعه المحاضر الدولي بعد انتهاء الدورة بأن تكون هناك دورة دولية كل عام خاصة بسورية أمر مهم ويقتضي المتابعة لكي تتسع قاعدة المدربين المطلعين على آخر المستجدات في الريشة الطائرة وبالتالي والمحصلة بدهية فإن اتحاد اللعبة وهؤلاء المدربون قادرون على فتح صفحة جديدة لهذه اللعبة التي تقل تكاليفها عن أي لعبة أخرى. المقدمات مبشرة، والرغبة موجودة، والإمكانيات متوفرة عند كل الأطراف، وليس هناك من مبرر لأي تأخير في دفع اللعبة أشواطاً إلى الأمام، فالبداية جيدة بكل المقاييس ولابد من النجاح لتعود اللعبة إلى الواجهة من جديد والعود أحمد.