من القلب

الوقاية المسبقة

نبيل الحاج علي


انتهت الانتقالات، وعقود لاعبي الكرة الجدد أنجزت، وكذلك تجددت دماء الطواقم التدريبية والإدارية والإعارات، ورضي كل نادٍ بما حصل عليه من لاعبي الأندية الأخرى ولاعبين جدد من الشباب ألحقوا بالفريق الأول وكل ذلك ضمن إمكانات وميزانية لكل ناد، وبذلك حققت مجالس إدارات الأندية وعودها لجمهورها ومدت لحافها على قد رجليها. الدوري سيبدأ في العشرين من الشهر القادم، ويقفز إلى الذهن صور عن تنمر فئة قليلة من الجمهور وخروجها عن الحدود المتعارف عليها، فمن إساءة للحكام لم يعجب هذه الفئة أداءهم، ومن تصاعد نغمات النشاز من على المدرجات تشتم وتوزع الاتهامات على الحكام ومن حنق وغضب يخرج عن السيطرة تجاه الطاقم التدريبي الخاسر لمبارياته، ومن ينسى صور الألعاب النارية التي تسببت بالأذى للجمهور إعلاناً عن فرح، أو غضب من خسارة.. وكل هذه الصور لا تنتمي لتقاليدنا وهي صور لمتنمرين لا يحسبون حساباً للجمهور العريض الذي جاء للتشجيع والاستمتاع.. إضافة لصور فئة تندس بين جمهور النادي لتسبب أذى للنادي لغاية في نفس يعقوب. كل هذه الصور لا تبرح الذاكرة، وكل تجارب الماضي التي يجسد بعضها الخروج عن آداب الملاعب وبقيت آثارها محفورة في الوجدان، ويتساءل البعض أليس هناك من حلول انضباطية لهذه الحالات؟.. ألا تستدعي تلك الصور وقفة مراجعة لنجاعة اللوائح الناظمة الحالية بالتعامل مع مثل هذه الحالات الشاذة..؟! هل تكفي العقوبات المادية والغرامات التي تقع على الأندية المخالفة وجمهورها لكي تكبح جماح هذه الفئة التي لا تلقى بالاً للمصلحة العامة ومصلحة ناديها..؟! من الواضح أن بنود اللائحة الانضباطية التي تعالج مثل هذه المسائل لم توقف أذى هذه الفئة فالغرامة يتم دفعها مهما بلغت، يدفعها النادي خشية الإيقاف وكذلك يفعل كل لاعب معاقب أو إداري وبعد التسديد تعود حليمة لعادتها القديمة. أليس من المفيد تعديل هذه اللوائح وتفعيل بعض بنودها لأن اللجوء إلى بنود الغرامات المالية لم يحقق المطلوب، أليس المطلوب بنوداً أكثر صرامة «كحذف نقاط» ومباريات بلا جمهور ونقل مباريات و.. و.. أليس المطلوب شجاعة أكبر في تطبيق اللوائح والبنود بعيداً عن الغرامات؟! الحاجة الآن لمثل هذه الإجراءات ضرورية للغاية والدوري على الأبواب، فالتعديلات والإضافات تحقق المقولة «درهم وقاية ولا قنطار علاج». وحتى لو أدخلت التعديلات المطلوبة فإنها لن توقف الفئة الباغية عن تجاوز الخطوط الحمر بحق الأندية والإفراد بشكل نهائي لكنها على الأقل ستختصر اتساع مروحة الأذى إلى الحد الأدنى، وهذا كاف لكي تعود المنافسة الشريفة بين الأندية ا لى أصولها وفق المعايير الأخلاقية والرياضية على حد سواء. وللحكام دور مكمل للوائح، ومسؤولية الحكام كبيرة للغاية، وحماية الحكام من الضغوط النفسية توصلهم إلى اتخاذ القرارات السليمة في الملاعب وكل ذلك يدخل تحت عنوان الوقاية المسبقة.