من القلب

بشارة الصين

نبيل الحاج علي


صفحة جديدة يفتحها منتخبنا الكروي الأول، صفحة تعود بنا إلى المنتخب المتقد حماساً وتصميماً على الفوز بعد أن بهتت الصورة وضاعت معالمها ما أدى إلى إحباط الجمهور العريض الذي بكى فرحاً لكل انتصار وبكى قهراً عندما استسلم النسور وغلبتهم الظروف الأمر الذي أدى بالجمهور لتجاوز الخطوط الحمر في أدبيات الانتقاد معبرين عن إحباط شديد دفعهم للابتعاد عن الموضوعية. قيامة جديدة للنسور بنقاط الذهاب كاملة واجتازوا الصين المنافس الواقعي في هذه المجموعة والمفرح بالأمر أن رجالنا عادوا إلى سابق عهدهم أو بالأحرى اقتربوا من ذلك. العنوان الأمر في مباراة الصين كان عودة الشعلة والروح القتالية المصممة على الفوز وهاذ عامل نفسي مهم، فأن تبحث عن الفوز بمثابرة وحيوية منذ الدقائق الأولى دليل على انعطافة جيدة في المسيرة وهذا ما أوصلنا إلى لحظة الفوز. العنوان الثاني هو عودة الانسجام بين الخطوط، فقد كانت المباراة عبارة عن معزوفة موسيقية معبرة عن روح التفاهم، فالتغطية جيدة، ومتابعة الخصم بلاعبين أو ثلاثة أحياناً لاستخلاص الكرة سببت ضغطاً نفسياً على اللاعب الصيني وأفقدته روح المبادرة واستمر هذا الضغط حتى الدقائق الأخيرة من المباراة بدليل الخطأ الذي ارتكبه المدافع الصيني ما أدى إلى الهدف الثاني. العنوان الثالث هو العودة إلى المحافظة على الكرة من خلال دقة التمرير الأمر الذي قلل من هدر الكرات والاستفادة من الفرص بأعلى نسبة ممكنة شتتت تركيز الخصم. العنوان الرابع وهو الأكثر أهمية أن بناء الهجمة من عمق الملعب كان مدروساً وهذا يدل على تخطيط سليم حققه المدرب واللاعب معاً وهذا دليل نجاح في استيعاب الخطة وسينعكس هذا على مباريات الإياب إن حافظنا على نفس الإيقاع. هذا ما تحقق في مباراة الصين، أما المباراة الأولى في إياب المجموعة مع الفلبقين فقد انخفض الحماس وأضعنا بعض العناوين التي ظهرت في مباراة الصين، ومع أن هدف ورد السلامة جاء في الدقيقة 22 إلا أن الثغرات في دفاعنا كادت أن تؤدي إلى هدف التعادل قبل نهاية المباراة، ولعل فوزنا بالخمسة في ذهاب المجموعة هو الذي دفعنا إلى الاطمئنان وهذا خطأ كبير في عالم كرة القدم، فقد كان تعادل الفلبين مع الصين كافياً لكي لا نقع في الفخ. نأمل شفاء إصابات اللاعبين وأولهم الخريبين واكتمال الصفوف يزيد من مساحة التحرك للمدرب كي ينوع في الاحتمالات التكتيكية لمفاجأة المنافس ويمنح رجالنا فرصة ممتازة فيما بعد، كما ونأمل أن يستمر الخط البياني للأداء بالتصاعد، وأن نحذر من المنتخبات الصغيرة قبل الأخيرة حتى لا نقع في المحظور ومباراتنا مع الفلبين الثانية خير مثال على ذلك. نقاط كاملة وعلامة كاملة ومسيرة جديدة نرجو لها أن تستمر ومن جد وجد.