من القلب

تأكيد الصحوة

نبيل الحاج علي


المنتخب الكروي الأول يستعد لاستكمال ما بدأه في التصفيات المزدوجة لكأس العالم وآسيا وهو على وشك شد الرحال إلى الإمارات لاستكمال المباراة الأخيرة من الذهاب مع الصين ثم لقاء أول في إياب المجموعة مع الفلبين. المحصلة المبدئية لرجالنا تسع نقاط من ثلاث مباريات بفوز أول على الفلبين فالمالديف ثم غوام النتيجة بالأرقام مطمئنة حتى الآن إلا أن الكثير من الملاحظات ظهرت وخاصة بعد لقاء المالديف فقد حصلنا على نقاط المباراة إلا أن النتيجة لا تبعث على التفاؤل، فالأداء لم يكن مقنعاً في مجمله لأن المنافس وبكل المعطيات لا يشكل تهديداً بأي شكل على منتخبنا، ومع تواضع النتيجة برز السؤال التالي: هل مستوى الخصم المتواضع يجعلنا نلعب بلا مبالاة؟ وأننا نلعب بقوة عندما يكون الخصم قوياً.. ربما كان هذا أحد العوامل للأداء غير المقنع.. لكن هذا غير منطقي في عالم كرة القدم لأن الحجر الذي لا يعجبك؟! وربما هذا ما حدث في لقاء الصين مع الفلبين فبعد خسارة الفلبين معنا بالخمسة نامت الصين في العسل فصدمتها الفلبين بنتيجة التعادل بعد أن توقع الخبراء فوز الصين واعتبروه من المسلمات!! ولنعد إلى نقاطنا الأخيرة مع غوام، فقد فزنا بأربعة أهداف.. ثلاثة منها حققها السومة وكان الهدف الرابع من نصيب المواس المجتهد وقلت في حينها إن الأمر يبعث على القلق وعلى الطاقم التدريبي أن يدرس الحالة جيداً.. فالسومة النجم خرج في آخر المباراة مصاباً.. وهو صاحب الهاتريك الأول مع المنتخب، فماذا لو أصيب ثانية لا سمح الله.. وماذا لو أحكم المنتخب المنافس الطوق على السومة فقد حقق أهدافه من مجهود فردي، فماذا سنفعل إن حصل ذلك؟ نتحدث عن إياب المجموعة والصورة أصبحت واضحة نوعاً ما فالتنافس على الصدارة هو بين الصين وسورية إن لم تحصل مفاجآت كبيرة، وهنا ندعو منتخبنا وطاقمه التدريبي إلى إعادة النظر في عديد من الملاحظات وأولها أن لا مبرر للاعتقاد بحتمية الفوز فهذا يوصل إلى التهاون وضعف التركيز وربما أوصلنا ذلك إلى مواقف محرجة. الأمر الثاني يتعلق بالأداء، فرغم نجومية السومة فإننا بحاجة إلى بدائل في خط الهجوم وهذا يعني تغييراً في التكتيك كما يحصل في المعارك الحربية تماماً أي تحضير خطة ألف وباء أي خطة أساسية وبديلة في حال الطوارئ. الأمر الثالث يتعلق بالحماس الذي افتقدناه مع المالديف وجزئياً مع غوام فقد قلّ التركيز وسط الملعب وخسرنا العديد من الكرات التي أخطأت عنوانها والحماس يحتاج إلى أقصى التركيز كي تكتمل معادلة الأداء المتميز. أما الأمر الرابع فهو الجمهور المنتظر لمنتخب متجدد بعد هبوط الخط البياني للمنتخب بعد أن كان أداؤه في القمة، ولأن التفاؤل والثقة برجالنا هما عنوان عواطف جمهورنا فإن المسؤولية كبيرة على كل المنتخب لاعبين ومدربين وإدارة في إعادة الروح الإيجابية للمنتخب لتأكيد الثقة وروح التفاؤل بالمنتخب مرة أخرى.