من القلب

على هامش المؤتمر

نبيل الحاج علي


في المؤتمر الصحفي الذي عقدته إدارة منتخب رجال كرة القدم لتوضيح عدد من المسائل بعد المباراتين الوديتين مع إيران وأوزبكستان سمعنا العديد من الإجابات على الأسئلة التي طرحت في كل وسائل الإعلام، واللافت بالأمر هو ذلك الضجيج والنقد اللاذع على نتائج مباراتين وديتين وهي ضجة مبالغ فيها بشكل كبير، ومن يتابع خسارة الأرجنتين مع كولومبيا في كوبا أميركا بهدفين لصفر يدرك أن المباراة الودية هي محاولة من الطاقم الفني والإداري للمنتخب وضع بعض النقاط على الحروف للاستحقاق الأقدم. ما ظهر حتى الآن يدل على أن المنتخب ليس في حالة نفسية مستقرة، فأثار نتائج الكأس الآسيوية ما زالت واضحة وذيولها لا زالت تلعب دوراً كبيراً في جاهزية اللاعبين الأمر الذي يحتاج إلى كثير من الصبر والأناة في معالجة هذا الوضع المعقد ولعل الخسارتين تشكلان صدمة إيجابية تعود بالمنتخب سيرته الأولى.

من يقرأ التعليقات على صفحات التواصل يدرك بأن الكثير منها تهدف إلى الإيذاء ويدل محتواها على ضحالة المعرفة بعالم الكرة وخفاياه، ولعل السبب الثاني للخسارة الكبيرة هو عدم التزام اللاعبين الأساسيين وضعف حماس الباقين والأسباب الشخصية والمصلحة الفردية لكل لاعب كان لها اليد العليا وليس مصلحة المنتخب وليس هذا من شيم اللاعب المحترف الأمر الذي أدى لقرار إبعاد البعض والمطلوب هو قرار أشد وأكثر حزماً.

السبب الثالث هو من الوضوح بمكان، فالمنتخب لا يمثل كتلة واحدة وأسرة متكاتفة متحابة فبعض اللاعبين لا زال يُغدر خارج السرب وينقل أخبار اللاعبين من الداخل وهذا يمثل خرقاً لتقاليد منتخب واحد متماسك من الداخل فإن لم تكن المجموعة على قلب رجل واحد كان الفشل هو النتيجة الطبيعية في آخر المطاف ولن ينفعنا لا اللياقة البدنية العالية ولا الاستراتيجية الناجحة فعندما يكون "دود الخل منه وفيه" لن تجدي أي مبادرة يقوم بها الطاقم الفني. إن الغياب في صفوف الأساسيين يستبدل بالعناية المركزة بالبدلاء وكم من لاعب احتياط تجاوز الأساسي إن أعطي الفرصة فغياب البعض ليس نهاية العالم فاللاعب المحترف هو مني تأذى في النهاية عندما لا تتم دعوته للمنتخب وعند حجب صفة المحترف عنه من قبل اتحاده.

مهما كانت الصورة ضبابية غير واضحة المعالم في هيكلية المنتخب حالياً فإن من الممكن استدراك الكثير من النواقص إن وضعنا الإصبع على الجرح مباشرة وبقوة وإن لجأنا إلى حلول جريئة تنهي الكثير من الأمور العالقة.

إن لم نكن مع المنتخب الأول في حلوه ومره فمتى سنكون معه؟!! لأن تصيد الأخطاء واللجوء إلى النقد اللاذع أمر سهل يلجأ إليه من لا حيلة له والعاطفة لا تنجح في تقييم الأمر غالباً وما يحقق الفائدة هو التقييم الموضوعي والواقعي والجريء الأمر الذي يضع على كاهل من يقود العمل بشقيه الفني والإداري مسؤولية ثقيلة عليه أن يتحملها ويتحمل نتائجها.

لوسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة دور كبير في تكريس نظرة موضوعية لمن يعلم ولمن لا يعلم ببواطن الأمور، ولعل التشجيع والإشارة العميقة نحو مسائل تفصيلية عناوين داعمة تساعد المنتخب لأنه في المحصلة منتخب الوطن.