من القلب

قضية مزمنة

نبيل الحاج علي


عادت قضية إجراء البطولات العالمية على الأرض القطرية لتطفو على السطح من جديد والسبب هو بطولة العالم بألعاب القوى التي تستضيفها قطر الآن، فبعد أن استنكف ثلث العدائين عن المشاركة في سباق الماراثون بسبب الحرارة المرتفعة عادت التساؤلات لتطرح من جديد على بساط البحث عن صلاحية قطر للتصدي لمثل هذه البطولات العالمية. ما أصبح واقعاً هو أن قطر فازت بعد منافسة شديدة مع دول هامة وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية بحق استضافة كأس العالم بكرة القدم 2022 وحينها كان جوزيف بلاتر هو رئيس الفيفا إضافة لميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم واستغرب العالم وطرحت وكالات الأنباء هذا النبأ بكثير من علامات الاستفهام، وأصبحت دول كثيرة بلا جدوى لكن الشبهات حامت حول بلاتر وبلاتيني. أقول عادت هذه المسألة لتطل برأسها لتشغل العالم، فعدا الشبهات التي رافقت فوز قطر بحق الاستضافة فقد قامت الولايات المتحدة الأميركية بتحقيقات بشأن التحويلات البنكية لبعض مسؤولي الفيفا فأميركا كانت على أرس المنافسين لقطر وظهر دور لميشيل بلاتيني وكذلك جوزيف بلاتر. بعيداً عن موضوع الرش فقد بدل الفيفا ولمصلحة قطر بعض الثوابت وأولها: تغيير مواعيد البدء بالبطولة العالمية إلى الشتاء لتلافي حرارة الطقس الأمر الذي أربك وبشدة جميع البطولات الكروية الأوروبية لتضارب المواعيد. وزاد في الطين بلة قيام مؤسسات عالمية معنية بحقوق الإنسان ومؤسسات حقوقية بالشكوى ضد قطر ومنذ لحظة البدء بأعمال البناء الضخمة عن تردي واقع العمالة في هذه المشاريع الضخمة فقطر لا تسدد استحقاق الأعداد الضخمة من العمال ولا توفيهم أجورهم إضافة إلى الظروف المعيشية السيئة من حيث السكن والرعاية الصحية ما أدى إلى وفاة العديد من العمال نتيجة هذه الظروف، ما أثار فضيحة عالمية تلافتها قطر آنذاك بوعود معسولة بإصلاح كل هذه الأمور، لكن الأمر لم يتم تلافيه حتى الآن. هذه الأمور المتراكمة إضافة إلى بطولة العالم بألعاب القوى وتداعياتها أعادت الأمور إلى المربع الأول فقطر ومنشآتها ستخضع لتأكيد نهائي عن صلاحيتها لمثل هذه البطولة العالمية من قبل لجنة من الفيفا والتي تقرر استيفاء الشروط بشكل ملائم الأمر الذي دفع قطر إلى التنازل عن بعض الثوابت وقبولها على سبيل المثال متناول المشروبات الكحولية أثناء البطولة. من الممكن بهذه الحالة أن لا تحصل قطر على تأكيد نهائي بإجراء البطولة على أرضها وخاصة وأن بطولة ألعاب القوى طرحت علامات استفهام كبيرة على قيام مثل هذه البطولات العالمية على الأرض القطرية وما بالك ببطولة كأس العالم لكرة القدم؟!