من القلب

لعل القادم أجمل

نبيل الحاج علي


بفوز البحرين على العراق البلد المضيف لبطولة غرب آسيا بكرة القدم أسدل الستار على هذه البطولة التي كانت تجربة لها تأثيرها النفسي على منتخبنا الذي لم يوفق وكانت نتائجه مخيبة، لكن ما هو إيجابي هو إدراكنا بأن لا كبير في كرة القدم فقد خرجت منتخبات قوية من السباق كالسعودية والكويت والعراق وظهرت المنتخبات التي لم يحسب لها حساب على الشاشة بوضوح كحال لبنان واليمن وفلسطين. رغم الإحباط الذي سيطر على الجمهور السوري لنتائج وصفت بالغريبة، فالخسارة مع لبنان وفلسطين والتعادل مع اليمن والعراق أعطى صورة رمادية لواقع المنتخب الأمر الذي أدى لاستقالة اتحاد كرة القدم، إلا أن من الإنصاف أن ندرك بعض الظروف التي مر بها المنتخب وهي التي أدت إلى نتائج رأيناها ولم نقبل بها. الحقيقة الأولى التي يجب أن نتذكرها هي أن منتخب الرجال الذي خرج من التصفيات الآسيوية بخفي حنين نتيجة تراكمات كثيرة لا زال يحمل آثاراً انطبعت في ذاكرة اللاعبين والجمهور والواضح أننا لم نتخلص بعد من هذه الآثار ولازلنا نعاني من ارتدادات صدمة النتائج، واللاعب هو بالنهاية بشر واستعداده النفسي معرض للتصدع والشفاء يتطلب وقتاً وجهداً ومقاربة مختلفة. والحقيقة الثانية هي أن المنتخب يمر بمرحلة انتقالية ومفصلية فبعض اللاعبين الكبار غابوا عن التشكيل لسبب أو لآخر وأن البدلاء لا زالوا في مرحلة التكوين والاندماج ضمن التشكيل علماً بأن المدير الفني حزم أمره وأعلن عن دعوة للاعبين كانوا أيقونات المنتخب الأول وهذه الدعوة تشكل إضافة غنية قبل لقاء الفيلبين في تصفيات كأس العالم في أيلول القادم. الحقيقة الثالثة هي أن الثبات والاستقرار النفسي وتبديل بعض المعطيات التكتيكية لا يتحقق في يوم وليلة ولهذا رأينا النتائج في غرب آسيا تتراوح بين مد وجزر مما يشير إلى حالة نفسية غير مستقرة وكان هذا واضحاً في المباريات الودية قبل استحقاق غرب آسيا واكتمل العد التنازلي في غرب آسيا. ولهذا.. فإن من الضرورة بمكان العمل على عدة محاور وبالسرعة القصوى قبل التصفيات وفي ضوء نتائجنا في مجموعتنا نقول عندها إن كنا قد نجحنا في تجاوز الأزمة أو أننا فشلنا في احتواء ما تراكم سابقاً. الطاقم التدريبي لا يملك عصا سحرية لتبديل الوقائع في يوم وليلة، لكنه يستطيع بمثابرة وإصرار منه ومن اللاعبين أن يعود إلى مواقع النجاح الأولى، فإعادة التناغم بين اللاعبين ضرورة، وتحقيق الانسجام بين اللاعب الجديد والقديم مطلب مهم، والشفاء والاستقرار النفسي وإعادة الحماس والحيوية وإرادة الفوز إلى التشكيل حاجز يجب التغلب عليه. نحن يملؤنا الأمل في عودة منتخب الوطن إلى المنافسة من جديد وهو قادر على ذلك والكرة الآن في مرمى كل المنتخب بلاعبيه وإدارييه ومدربيه والتفاؤل في عودة جميلة هو ما ننتظره. نحن معكم بقلوبنا وواثقون بأن غداً سيكون أفضل وأحلى.