من القلب

لنأخذ بالأسباب

نبيل الحاج علي


هل تساوي لحظة فرح بهدف حياة شاب في مقتبل العمر!! أطلق الناس على الشاب عبد الحليم حوا شهيد الرياضة وهو كذلك بالفعل فمن متفرج على مباراة الجارين تشرين وحطين إلى شهيد في لحظة فرح أطلق أحدهم سهماً نارياً ليصيب الشاب بلا أي مبرر منطقي.. أمن الملاعب مسؤولية الجميع، النادي وجمهوره، ورجال حفظ النظام.. وإداريو كلا الناديين والطاقم التدريبي. منذ عقود وعندما كانت المباريات الساخنة تجري في الدوري السوري كان النادي يشكل لجاناً انضباطية من جمهوره مكانها على المدرجات لضبط أي تصرف ليس في محله ولأن الضرر إن حصل من الجمهور في لحظات الحماس الطائش سيقع على النادي نفسه، أما إجراءات حفظ النظام فقد كانت البوابات تحت رقابة دقيقة لمنع البعض من حمل الزجاجات وعصي الرايات والدخول إلى الملعب، وكانت هناك مهمة إضافية في حال المباريات القوية وهي أن بعض رجال حفظ النظام يتواجدون بين جمهور الناديين المتنافسين. نحن الآن أمام مشهد جديد وهو دخول الألعاب النارية إلى الملاعب، وهي أنواع مؤذية للغاية وقاتلة ولعل الشحن النفسي على شبكات التواصل الاجتماعي بين جمهور الناديين هو أحد الأسباب التي تؤدي للتطرف في إظهار الفرح أو عدم الرضا ولهذا أقول بأن المسؤولية تشمل الجميع بلا استثناء فالرياضة سلام وحب ومحبة ولا يجوز أن نحولها إلى حزن تحت أي مبرر فالتنافس في المباريات يعني أن هناك رابحاً وخاسراً. إن الوقاية المسبقة التي يمكن أن تطبق من قبل الجميع أمر في غاية الأهمية وخاصة وأن الدوري السوري على الأبواب ولا يكفي أن نتبع الإجراءات التي تنص عليها اللوائح الانضباطية من مباريات بلا جمهور بل ويجب اتخاذ الاحتياطات اللازمة كي لا نقع في المحظور كما حصل ورأينا في دورة ودية لأن الوقاية كما يقولون خير من قنطار علاج. إن مسارعة القيادة الرياضية إلى اتخاذ إجراءات بعد الاطلاع على حيثيات ما حدث أمر مهم كان في محله وهو واقع فرضته الضرورة لتحقيق شروط السلامة في قادمات الأيام والحزن والصدمة لا يغطيان لحظة طيش يقوم بها أحد المتفرجين والاحتياطات الصارمة والدقيقة هي التي يمكن أن تحمي الجمهور والحكام من نتائج توصلنا إلى الندم. إن منع البعض من حمل مواد وأدوات مؤذية وتحويله إلى المساءلة القانونية ومنع إدخال هذه المواد إلى مدرجات الملاعب مسؤولية مباشرة لرجال حفظ النظام الساهرين دوماً على راحة المواطن وحمايته فالتدقيق مهم حتى ولو وقفت طوابير الجماهير بانتظار الدخول لأن سلامة الجميع هي الأهم من أي نتيجة لمباراة أو بطولة. الرحمة لروح عبد الحليم والعزاء لأهله ومحبيه ولعل ما حدث يتحول إلى درس وموعظة.