من القلب

نأمل بما هو أفضل

نبيل الحاج علي


دخلنا أجواء المنافسة في عملية انتخاب اتحادات ألعاب جديدة، وهي الخطوة التي تؤسس لفترة مهمة جداً في تاريخ المنظمة لأنها استكمال لمسيرة كانت صعبة في ظروفها، قاسية في تأثيرها لكنها لم تتوقف ولم تنتظر ونحن الآن خارج عنق الزجاجة وفي بداية مرحلة ربما كانت ضغوطها أقل لكنها على درجة قصوى من الأهمية. نشعر بالجو الانتخابي وما يسمونه عادة حمى الانتخابات الذي بدأ الأحد الماضي، تقابل وجوهاً مبتسمة متفائلة وأخرى لا مبالية وذلك يعتمد على حجم الوعود الانتخابية التي تلقاها البعض من الذين يحق لهم التصويت وهذا طبيعي فالجو الانتخابي غالباً ما يكون مشحوناً برغبات الطامحين لقيادة لعبتهم التي يحبونها على طريقتهم لكن الهواجس تبقى مسيطرة حتى آخر لحظة. وحتى أكون صادقاً في التوصيف أقول: إن الانتخابات المفتوحة هي عنوان للديمقراطية وتساوي الحقوق والفرص بين الجميع لكن وكما هو معروف فإن الانتخابات لا تحقق دائماً أفضل النتائج فهي تحقق مبدأ العدالة لكنها لا تفرز أفضل الكفاءات والخبرات لأن البعض من هؤلاء لا يكون من عداد الناجحين وهذا هو الوجه الآخر للديمقراطية، فالاتحادات تخصصية وتحتاج إلى البارعين في مجالهم لكنهم يفشلون في اللعبة الانتخابية لأسباب كثيرة أهمها محدودية قدرتهم على التواصل مع الآخرين وضعف علاقاتهم الاجتماعية؟! ولنعد الآن إلى الألعاب الرياضية نفسها، فهناك ألعاب تتميز بمنتخباتها القوية وجماهيريتها وهي بالمحصلة تصبح رافعة أساسية لنجاح اتحادها، ولنأخذ الصورة معكوسة ونفترض نجاح اتحاد لعبة قوي في إمكاناته وقدرته لكن لعبته تعاني من ترهل وضعف وكذلك منتخباته العاجزة عن تحقيق منافسة حتى على الصعيد العربي مما يسبب إحباطاً للاتحاد بل ويغرقه ويُفشل مسيرته. من هنا يجب أن نحذر في الاختيار.. فاتحاد ضعيف ولعبة ضعيفة سيؤدي إلى دخول متاهات كثيرة، وهذا أمر عشناه في بعض مراحل المسيرة الرياضية، ومن هنا فإن من المحتم على عضو المؤتمر أن يفكر ملياً وأن يصوت للخيار الأفضل دون أن يتأثر بقناعات الآخرين وضغوطهم. نحن أمام استحقاق نوعي للحركة الرياضية يتطلب اهتمام كل الأسرة الرياضية فالميداليات وروح الفوز لا تتحقق بالأمنيات، وما حققته منتخباتنا في الأعوام الماضية من نجاحات وميداليات غالية في أغلب الألعاب يقتضي الاستمرارية الجادة والعطاء بلا حدود ولا يتحقق ذلك بالكلمات بل علينا أن نعرف كيف نستمر وفي أي اتجاه. ولهذا أقول بأن نجاح اتحادات قوية متماسكة ومتجانسة يحقق استقرار مفاصل اللعبة ويزيد الحيوية في المنتخبات، بل ويزيد الحماس ويعزز شعور الولاء المهم جداً في هذه المرحلة. نطمح.. ونتمنى.. ونأمل بما هو أفضل لبلدنا.. وتبقى الرياضة عنوان.