من القلب

نتعلم من الآخرين

نبيل الحاج علي


من يعش يتعلم، والرياضة ميدان واسع نتعلم منه وخاصة كرة القدم وأحداثها التي تطغى أحياناً حتى على السجالات السياسية والصراع الاقتصادي العالمي الذي نشهده ونرى جديده كل يوم. حدثان كبيران وقعا في الساحة الكروية العالمية ومنهما نتعلم العبر، فمصر خرجت من الكأس والبطولة الإفريقية بشكل غير متوقع على يد جنوب إفريقيا وهي حاملة الكأس مرات عديدة وفشل محمد صلاح الأيقونة المصرية من إيقاف الحدث وهو صاحب الإنجازات على صعيد الكرة الأوروبية وفي ناديه الإنكليزي.. هذه واحدة. والأرجنتين ودعت كأس كوبا أميركا واكتفت بالمركز الثالث وفيها ليونيل ميسي الغني عن التعريف بعد خسارتها بهدفين مع البرازيل.. وهذه واحدة أخرى. أقول.. بأن اللاعب النجم ضروري لكل فريق ومنتخب ولكن وحتى في غيابه فإن النجاح والفوز يتحقق عندما يكون أي منتخب كتلة واحدة منسجمة، فكرة القدم في هذا العصر هي الكرة الشاملة وهذا الأمر يحققه منتخب كقبضة واحدة حتى ولو غاب النجم عن صفوفه.. وكم من عبرة نتعلم منها وقعت في كأس العالم الأخيرة في روسيا، فالعمالقة خرجوا صفر اليدين من السباق العالمي ومن كان يتوقع للمنتخب الروسي أن يصل إلى مراحل متقدمة في البطولة وهو لا يضم نجوماً كميسي ومحمد صلاح ورونالدو إذن هي دروس وعبر نتعلم منها. المنتخب السوري الأول وكان مرصعاً بالنجوم الذين يلعبون لأندية محترفة دخلوا السباق الآسيوي الأخير وخرجنا صفر اليدين ولم نتأهل عن المجموعة وكان الخريبين موجوداً وكذلك السوما وفراس الخطيب فماذا فعلنا؟ ألم نكرر تجربة المنتخب المصري في الكأس الإفريقية وخرجنا؟ نحن الآن أمام تجربة جديدة للمنتخب السوري وذلك بعد المباراتين الوديتين الأخيرتين في إيران وأوزبكستان وبعد الضجيج الإعلامي بعد النتائج الخاسرة، أقول نحن أمام تجربة المشاركة في دورة الهند وبلاعبين محليين ووجوه بعضها جديد لم يدخل في خضم تجارب الأندية المحترفة خارج سورية ومهما كانت النتائج فإن التجربة تستحق أن يخوضها المرء.. ألم يكن فراس الخطيب لاعباً محلياً؟!.. وأين بدأ السوما أو عمر خريبين أليس على مقاعد الأندية السورية؟! في الحقيقة نحن لا نقارن بالمستوى العالي الأوروبي ولا الأميركي اللاتيني، نحن نأمل أن نحقق في الساحة الإقليمية والآسيوية بعض النجاح وخاصة أن عمالقة جدداً ظهروا في آسيا كاليابان وكوريا الجنوبية وغيرها من الدول القريبة منا فمن رأى مستوى المنتخب الأردني في الكأس الآسيوية فوجئ بالمستوى العالي الذي وصل إليه الأردن بلاعبين متميزين بعضهم يلعب في الخارج، إذن فالنجاح ليس حكراً على أحد ومنتخب متفاهم بلاعب محلي في أغلب تشكيله ربما كان أفضل من وجود نجوم معروفين يتسابقون في التنافس داخل المنتخب الواحد. نحن في عصر منتخبات تلعب كفرقة موسيقية منسجمة تكمل بعضها بعضاً، وتلعب كمجموعة وكقبضة وما رأيناه من المنتخب الكرواتي في كأس العالم الأخير يكفي كي نتعلم.