من القلب

نناشدكم

نبيل الحاج علي


هل هناك من لا يعلم بأن اتحادات الألعاب هي القلب والعقل لألعابها، وهل هناك من لا يوافق على أن الاتحاد المتجانس والمتفاهم والمدعم بالخبرات والكفاءات هو الذي يمكن أن يطور لعبته المسؤول عنها، وهل من أحد ينكر أن تجربة الاتحادات المتراكمة ومحصلة مجهودها التطويري إنما يعتمد على إستراتيجية عمل واضحة يضعها كل اتحاد، ثم ألم يحدث خلال مسيرتنا الرياضية أن تلكأت اتحادات عن التصدي لمشاكلها إن على صعيد البطولات أو المنتخبات فحصدنا الكثير من الخيبات وبالتالي انحسار اللعبة في مفاصلها في المحافظات؟! كلها أسئلة ضاغطة يمكن أن يطرحها أي شخص في الوسط الرياضي وبالتالي فإن مهمة المسؤول (وهو هنا أسرة الاتحاد) البحث عن الحل الأسلم في إعادة تشكيل مجالس الإدارات. انتخابات اتحادات الألعاب تبدأ مطلع الشهر القادم، أي أننا على أبواب مرحلة جديدة تمتد لفترة انتخابية يمكن أن تمر بنجاح وعمل مثمر أو أنها سترضخ للواقع، الذي يمكن تأويله وتقدم التبريرات لفشل هنا وهناك. رأينا على مدى عقود كيف تنطلق اتحادات بقوة تتحدى كل صعوبة وتحقق إنجازات رغم الظروف الصعبة وتنتزع النجاح والفوز فتنتهي استحقاقاتها المحلية والخارجية بتميز، ورأينا أيضاً كيف تتأثر اللعبة مع اتحاد يفتقد إلى الخطة الواضحة والقدرة على التعامل مع لجانه بسبب الاختلاف بوجهات النظر وتضارب المصالح بين أعضاء الاتحاد فيرتد ذلك في المحصلة فشلاً وإحباطاً وتراجعاً للعبة وتصاب بالترهل في مفاصلها لأن العقل المدبر لا يملك النظرة الشمولية لعمل الاتحاد، إن التغلب على الظروف يحتاج إلى مبادرات جريئة، كما ويحتاج إلى قدرة على الإبداع في الوسائل التطويرية تماماً كحال المدرب الناجح الذي يضفي على عمله حلوله الإبداعية ومبادراته في تجريب الممكن. المصلحة العامة والولاء للعبة يحتاج من كل اتحاد وأسرته وداعميه نظرة موضوعية واقعية تتحلى بالصدق والشجاعة وتجاوز أي مصلحة فردية وذلك يتحقق باختيار نخبة من أسرة اللعبة تتمتع بالخبرة والكفاءة لتكون قادرة على التصدي لعمل مسؤول ينعكس نجاحه على الجميع. التنافس الشريف حق مشروع لكل من يتصدى لتحمل المسؤولية ويبقى القرار في صوابية الاختيار على عاتق أعضاء مؤتمر اللعبة لأنهم العامود الفقري واختيار الأفضل من قبلهم يجب أن يكون محكوماً بالنزاهة والشفافية بعيداً عن مؤثرات المصالح الضيقة والمقايضة بين هذه المصالح. اختيار الخبرة مع الشباب المتمتع بالحيوية أساس للاختيار، واختيار القادرين على القيادة بكفاءة وصدق لب المسألة وهي مهمة تحتاج إلى استفتاء الضمير المهني بحيادية كي تتحقق النتائج المرجوة. نأمل أن تنجح اتحادات متجانسة متعاونة من الداخل، ونأمل أن تكون المرحلة القادمة هي تحقيق إنجازات تكمل ما تحقق وهو كثير والقرار بيدكم، لذا فالكل يناشدكم أن تختاروا بصدق وأمانة.