في الصميم

اسئلة مشروعة

أنور البكر


التونسي نبيل المعلول مدرباً لمنتخبنا الأول لمدة عامين، هو أمر واقع تم تثبيته وفق عقد رسمي بين اتحاد كرتنا والمعلول، وتم إعلانه عبر مؤتمر صحفي كبير في أحد أشهر فنادق العاصمة دمشق وبحضور إعلامي حاشد وعدد من خبرات كرتنا.

الانطباع الأول الذي خرج به الكثيرون بعد المؤتمر وحديث المعلول وإجاباته على تساؤلات الإعلاميين أن هذا الرجل يمتلك الخبرة والحضور والذكاء والكاريزما التي يستطيع من خلالها أن يكون (واجهة) مناسبة لمنتخب رجالنا في مشواره القادم، فالرجل متحدث بارع، له باع طويل في مواجهة الكاميرات والإعلام فتفنن في الإجابة على الأسئلة التي لم يكن أغلبها بمستوى الحدث، وأدرك مبكراً أنه أمام بيئة كروية وإعلامية هاوية، فذهب بعيداً في إطلاق التحديات التي تتناسب وحجم الأمنيات التي نتطلع إليها جميعاً فشعرنا للحظة ما أن وصولنا إلى نهائيات قطر 2022 بات محتوماً.

المعلول قالها بالفم الملآن: أنا أتحمل (شخصياً) مسؤولية أي فشل في مسيرة المنتخب، وعبارته مرت مرور الكرام دون أن يسأله أحد (كيف) سيتحمل المسؤولية، وهل لدى اتحاد الكرة فكرة أو تصور أو بند في العقد الموقع يتيح له تحميل المدرب المسؤولية، كون اتحاد اللعبة لم يفصح عن مضمون العقد سوى أن مدته سنتان، وهل سيكون تحميل المعلول مسؤولية الفشل إن حدث (لا سمح الله) على طريقة ما شاهدناه مع الألماني شتانغيه، الذي (قبض) حتى آخر فلس من عقده.

المدرب الجديد لمنتخبنا وبكثير من (الدهاء) مرر عدة رسائل صغيرة ضمن حديثه، ويبدو أنها لم تصل إلى البعض من الحضور والدليل أنهم طرحوا بعض الأسئلة التي كان قد أورد إجابتها ضمن هذه الرسائل، ومن بين هذه الرسائل أن لا معسكرات ولا مباريات لمنتخبنا حتى نهاية الدوري، الذي لا نعرف متى ينتهي..، فحسب المعلول: أن الفائدة الفنية التي يجنيها اللاعب مع فريقه في النادي خلال الدوري أفضل من تلك التي قد يجنيها من وجوده في معسكر المنتخب، خاصة أنه تم حتى الآن إلغاء فترتين من أيام التوقف (الفيفا داي) بسبب الكورونا.

عبد القادر كردغلي رئيس لجنة المنتخبات باتحاد كرة القدم تحدث مرة واحدة في المؤتمر مؤكداً أن عمل لجنته هو (فقط) مساعدة ودعم عمل المدرب وليس أي شيء آخر، مستبعداً بذلك أي دور للجنة في تقييم عمل المدرب خلال مشوار التحضير والتصفيات، فهل هذه مهمة اللجنة التي تضم في عضويتها عدداً من أبرز الأسماء الكروية، والشيء الآخر أين هي لجنة المدربين التي لم نسمع لها (حس أو خبر) في كل هذه القضية.

البعض اعتبر أن مجرد وضع المدرب لشرط وجود طبيب بالمنتخب ومحلل أداء هو أمر غير مسبوق يحسب لهذا المدرب، ونعتقد أن من يروج هذا الكلام إما أنه يغرف بما لا يعرف أو أنه يتقصد منح رصيد مجاني للمدرب المعلول، فهذا الأمر من بديهيات العمل في كل منتخبات العالم وحتى في منتخباتنا هذا الأمر موجود منذ سنوات، وكل من عمل مع منتخباتنا يعرف أن عدداً من الأطباء كان ضمن كادر منتخبنا وكذلك محللي الأداء، الذي أصبح عمله أساسياً حتى في عدد من أنديتنا المحلية.