في الصميم

مؤشرات غير مطمئنة

أنور البكر


الظهور الأخير لمنتخبنا في المباراتين الوديتين أمام البحرين وإيران لم يكن على مستوى الطموح ويكاد يكون هناك إجماع كامل من قبل كل الفنيين والمتابعين والمهتمين أن هناك (علة) ما قد أصابت منتخبنا الذي كان على بعد خطوة واحدة من التأهل لمونديال روسيا 2018، وحتى القيادة الرياضية أكدت على أن مردود منتخبنا في الوديتين غير مرضٍ، وحضوره ترك مؤشرات غير مطمئنة حول قدرته في المضي قدما لتحقيق الأهداف المطلوبة والتي تعهد بها القائمون على إدارته الفنية والإدارية واتحاد كرة القدم.

المدير الفني لمنتخبنا وحده فقط ومن خلال تصريحاته (فرحان) بمستوى منتخبنا ويؤكد انه شهد تطورا ملحوظا ومطمئنا، ووعد كعادته أن الفترة القادمة ستشهد انتظاماً اكبر وكثافة أكثر في التحضير والاستعداد وطفرة مميزة في الأداء والنتائج.

الرجل يتحدث بثقة مطلقة وكأن شيئاً لم يحدث وان مسألة استمراره مع المنتخب هي قراره وحده، وليس هناك من يجب ان يقيم عمله بعد انقضاء كل مرحلة يخوضها المنتخب، ويقرر بعدها مصير القائمين عليه، إلا اذا كان اتحاد كرة القدم قد منحه فعلاً هذا الحق من خلال العقد الذي مازالت بنوده غير معلنة رسميا رغم تسريب العديد منها.

الشارع الرياضي قال كلمته والقيادة الرياضة أكدت عدم الرضى عن مستوى وأداء ونتيجة المنتخب ووحده اتحاد كرة القدم يلتزم الصمت حيال كل ما يحدث، وحتى صفحته الرسمية سخرها للمعلول ليقول من خلالها تبريراته التي تجافي في اغلبها الوقائع على الأرض, بل تصل أحياناً إلى حد الاستهتار بعقولنا وذاكرتنا، فعدا عن إشادته بأداء منتخبنا في المباراتين الوديتين اللتين تلقت فيهما شباكنا ستة أهداف، يدعي أنه أكتشف موهبة لم تكن معروفة على مستوى كرتنا علماً أن الاكتشاف المشار إليه يوسف محمد لاعب أساسي بالمنتخب الأولمبي منذ أكثر من عام ووصل معه لربع نهائي كأس آسيا ٢٠٢٠.

المعلول الذي تهرب من المؤتمر الصحفي (المُلزم) بعد مباراة إيران ودفع مساعده ليأخذ مكانه فيه، عاد مساء وبعد أن استجمع أفكاره وتبريراته ليصرح للمنسق الإعلامي لمنتخبنا بحديث يدين فيه نفسه بنفسه حين يقول أنه لم يشرف على تدريب المنتخب سوى في 14 حصة تدريبية رغم مرور أكثر من عام على تسلمه دفة القيادة وهو كلام دقيق لأن المعلول أصلاً لم يكن موجوداً في سورية إلا على فترات قصيرة ومتباعدة، بقرار شخصي منه، مدعياً أنه يتابع كل شيء ويعرف أدق التفاصيل ويتواصل ويدرب لاعبي المنتخب وكل ذلك عن بعد؟!! 

المشهد بات واضحاً, ونعتقد أن المسألة تحتاج لوقفة صادقة وتقييم دقيق وموضوعي (نعلل) من خلالها الأسباب التي أوصلت منتخبنا لهذا الواقع، وان تكون القرارات الخاصة بالمرحلة المقبلة في مستوى أهمية وقيمة ورمزية المنتخب الوطني الأول وحجم اهتمام وتطلعات الشارع الرياضي الذي لم يعد قادرا على تقبل أو استيعاب أي فشل جديد لا قدر الله.

أخيراً.. إذا ساورتك الشكوك أنك تسير في الطريق الخطأ فعليك التوقف حتى تدرك اليقين, لأن أي خطوات إضافية قد تصل بك إلى نقطة اللاعودة.