في الصميم

رياضة حلب بخير

أنور البكر


عندما تكون رياضة حلب بخير فإن الرياضة السورية تكون بخير.. عبارة يتداولها القائمون على الرياضة السورية منذ سنوات ويدركها العارفون بشؤون رياضتنا ونقاط قوتها وأسباب ضعفها وعوامل نجاحها، لذلك أطلقوا عليها عاصمة الرياضة السورية.

نعم... عندما تكون رياضة عاصمة الشمال بخير تكون رياضتنا بخير فهي الخزان الأوسع للمواهب الرياضية والمنجم الأكبر للأبطال والنجوم، والساحة الأشمل لكل الفنون الرياضية بدءا من الألعاب الجماعية ومروراً بالفردية وليس انتهاء بالألعاب القتالية والقوة.

حلب التي تعرضت على مدى سنوات من عمر الحرب على سورية لأشرس أنواع الدمار لمنشآتها الرياضية والاستنزاف لمواهبها وأبطالها الرياضيين، عادت اليوم من تحت الرماد كطائر الفينيق لتستعيد ريادتها للرياضة السورية عبر إشراقات تعطي مؤشرات لا لبس فيها أنها لن تتخلى عن مكانتها ودورها الذي عرفت فيه وربما أقوى وأقوى.

حلب التي استضافت عدد من البطولات المركزية خلال الأشهر القليلة الماضية بصورة مميزة واستثنائية تريد أن تقول إنها عائدة من جديد لتكون البيت الذي يفرح بقدوم ضيوفه ويتقن كل فنون الاحتفاء بهم، فيعودون من هناك ولسان حالهم يقول هذه حلب الذي نعرف رغم كل ما مرّ عليها من أهوال.

حلب الذي نظمت خلال الأسبوع الفائت بطولة الجمهورية للملاكمة بصورة أكثر من رائعة وقبلها بطولة الجمهورية للمصارعة وقبلها وقبلها الكثير، لم يكن نجاحها بذلك وليد الصدفة، بل هو إرث تاريخي لمدينة سيف الدولة تركته أجيال مضت، ويسعى أبناؤها اليوم للحفاظ على استمراره وترسيخه أكثر وأكثر، فتجد كل فعاليات المدينة حاضرة ومساهمة في العمل والنجاح، سواء من قبل القيادة السياسية بالمحافظة أو الجهات الحكومية الإدارية وصولاً للجنة التنفيذية ومكاتبها المختصة وكل تفرعاتها.

نعم.. رياضة حلب تستعيد عافيتها وتسعى من جديد لتأخذ مكانتها كمعقل رئيسي لرياضتنا الوطنية، والكل يدرك ذلك وينتظره ليطمئن أن رياضة الوطن تسير في الطريق الصحيح، وأول هؤلاء القيادة الرياضية التي سخرت جزء كبيراً من اهتمامها لترتيب البيت الرياضي بحلب، وتقديم الدعم الكبير لإعادة تأهيل وصيانة منشآتها الرياضية بما يليق بثقلها وتأثيرها على المشهد العام للرياضة السورية، فتمّ تأهيل ملعب الحمدانية بصورة تسر الناظرين ويضرب بها المثل في الجودة والإتقان وقبلها ملعب ومسبح السابع من نيسان وغداً صالة الحمدانية لكرة السلة وبعدها الاستاد الدولي العملاق وغيرها وغيرها من المنشآت على كامل مساحة المحافظة.

رياضة حلب بخير.. إذاً رياضتنا بخير