في الصميم

التحضير المبكر

أنور البكر


الدورة العربية كانت على الدوام بمثابة الامتحان والاختبار للجان الاولمبية العربية ومناسبة لتقييم مستوى الألعاب لهذه الدول ومنها رياضتنا الوطنية.

توقف إقامة الدورة لأكثر من عشر سنوات جعلنا نفتقد هذا المقياس المهم لمدى تطور ألعابنا التي كانت منافسة على هذا الصعيد وجاء حرمان ألعابنا من المشاركة في البطولات العربية على مدى سنوات الحرب على سورية ليصبح مقياس المقارنة بين رياضتنا ومثيلاتها العربيات خارج التداول وانحسرت نوافذ الحضور على بطولات اقل مستوى مثل بطولات غرب آسيا أو بطولات تفوق طاقاتنا خاصة في ظل الحرب كالبطولات والدورات الآسيوية والتي جاء حضورنا ونتائجنا في آخر نسخها اقل بكثير من مستوى الطموح بل وصل لمستوى الصدمة بكل ما تعني الكلمة.

قد يقول قائل انه من المبكر الحديث عن الدورة العربية التي ما زال يفصلنا عنها حوالي عام كامل، ولكننا نعتقد هذا الوقت هو المناسب لبدء العمل والتحضير لهذا الحدث الذي كان يشكل كل أربعة أعوام مرحلة مفصلية لرياضتنا والاستعداد لها يحتاج لأكثر من عام إذا أردنا أن تكون ألعابنا في الموقع الذي يليق بسمعتها وتاريخها في الدورات العربية، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار حالة الترهل التي أصابت ألعابنا خلال السنوات السابقة نتيجة الظروف التي مرت بها بلدنا.

على اتحادات ألعابنا أن تضع خطة مبدئية لما تريد أن تقدمه في هذه الدورة وفق رؤية طموحة يتم العمل عليها من خلال البدء بإعداد منتخباتها ولو من خلال تجمعات وطنية تتيح بعد فترة معينة فرز لاعبين ولاعبات قادرين على المنافسة وبإعداد مناسبة لهذا الحدث فاللاعبين الذين تخوض بهم اتحادات ألعابنا منذ سنوات الاستحقاقات الخارجية أعدادهم قليلة جداً في بعض الألعاب وغير موجودة في العاب أخرى، وهو امر قد يكون مقبولا في استحقاقات قوية كالدورة الآسيوية وبطولات العالم ولكنه سيكون كارثياً في الدورات العربية إذا استمرت الإعداد على ما هي عليه.

فمن غير المعقول أن تقتصر منافستنا في الدورة العربية القادمة على غزال القوى وحمشو الفروسية واسعد الأثقال وبضعة لاعبين في الملاكمة والمصارعة وتكون بقية ألعابنا ضيوف شرف على منافسات الدورة.

المطلوب ومن الآن تحضير منتخبات متكاملة تشمل عدد من المسابقات في الألعاب التي تتضمن أكثر من مسابقة وتشكيل منتخبات تغطي معظم الأوزان إذا لم نقل جميعها في العاب القوة أما بالنسبة الألعاب الجماعية مثل كرة اليد والكرة الطائرة وحتى كرة القدم والسلة فمسألة التحضير المبكر أكثر إلحاحاً وأهمية.