في الصميم

بارقة أمل

أنور البكر


بداية جيدة وانطلاقة مميزة حققها اتحاد كرة اليد في أول نشاط له بعد إعادة تشكيله من خلال تنظيمه للمرحلة الأولى لبطولة الدوري لفئة الرجال والتي حفلت بالكثير من المستجدات الايجابية والقليل من الملاحظات التي لا بد منها.

قد تكون المرة الأولى التي نرى فيها دوري رجال اليد يأخذ هذا الزخم والاهتمام في عديد من وسائل الإعلام المرئية والمقروءة, حيث حظي بنقل مباشر لبعض مبارياته فضائياً وهي سابقة قلما او ربما نادراً ما حدثت وما كان هذا ليتم لو لم تأت المبادرة والسعي لذلك من اتحاد اللعبة وبإصرار شديد، كما قام الاتحاد بنقل حي ومباشر لكافة المباريات على صفحته الرسمية بجهود شبان في المكتب الإعلامي للاتحاد وبإمكانات بسيطة, إضافة للمتابعة الكثيفة من قبل وسائل الإعلام لهذا الحدث عبر تقارير إعلامية وتغطيات إخبارية متنوعة.

النقطة الايجابية الثانية هي نجاح اتحاد كرة اليد بتسويق البطولة إعلانياً من خلال استقطاب عدد من الفعاليات الاقتصادية والتجارية لرعايتها, وهي خطوة في غاية الأهمية وهي بالأصل مبنية على النقطة الأولى المتعلقة بالاهتمام الإعلامي، لأن موافقة الشركات على الرعاية كانت مرتبطة باشتراطات خاصة بموضوع الاهتمام الإعلامي وهو أمر طبيعي بل وضروري لنجاح هذه الشراكة بين الرياضة والجهات الراعية.

الايجابية الثالثة هي الاختيار الصحيح لمكان إقامة البطولة وهو محافظة حماه أحد ابرز معاقل اللعبة بالقطر حيث تضم اثنين من أندية المقدمة بالدوري والاهتمام الجماهيري الكبير الذي تحظى به اللعبة في هذه المحافظة, وهو الأمر الذي سهل أيضاً تأمين شركات راعية للحدث في غالبيتها من المحافظة نفسها.

في الجانب الأخر سجل على الاتحاد بعض الملاحظات الخاصة المتعلقة بعدم وضوح نظام البطولة ومنها أنه عندما بدأت منافساتها كان من المقرر أن يقام هذا الدور من البطولة الذي يضم ستة أندية على مرحلتين يتأهل من خلالهما أربعة أندية للدور النهائي لكن الأندية تفاجأت أنها من مرحلة واحدة، وبغض النظر عن الأسباب التي دفعت الاتحاد لهذا الأمر إلا أنه من غير الطبيعي أن يكون قرار تغيير نظام البطولة في أثناء إجراء مبارياتها، وكان الأجدى أن يتخذ مثل هذا القرار قبل انطلاقها، الأمر الأخر هو أن نظام البطولة كان ينص على حصول الأندية الأربعة المتأهلة على نقاط تمايز تحملها معها إلى الدور النهائي بحسب ترتيبها في هذه المرحلة، إلا أن الاتحاد قرر العدول عن هذا الأمر أيضاً أثناء البطولة, وهو شيء قد يكون له مبرراته الفنية ولكنه يبقى قرار غير منطقي بالنسبة لتوقيته.

بالعموم.. اتحاد كرة اليد الجديد نجح بامتحانه الأول ورسم صورة جيدة لنوعية وجودة أنشطته وبطولاته وهذا أمر جيد ومحمود ولكن الأهم هو البناء على هذا العمل وتوسيعه ليشمل كل الأنشطة المستقبلية, فكما الوردة الواحدة لا تصنع ربيعاً فكذلك نجاح اتحاد اليد بتنظيم بطولة لا يصنع فارقاً كبيراً في مسيرة اللعبة وبنيتها ككل، بل مجرد خطوة في مشوار الألف ميل، وبارقة أمل تعدنا بالأفضل لمستقبل هذه اللعبة التي تم إهمالها وتهميشها لسنوات وغابت عن أجواء المنافسة الخارجية وأضواء الإعلام.