في الصميم

انجاز كبير وفرحة مستحقة

أنور البكر


بات من نافل القول أن نتائج منتخباتنا الوطنية في دورة الألعاب العربية بالجزائر أكثر من جيدة بل ومتميزة قياساً لكل الظروف التي أحاطت بهذه المشاركة لجهة فترة التحضير القصيرة وغياب رياضتنا عن المحافل العربية لسنوات طويلة، وما عانت منه ألعابنا خلال سنوات الحرب على سورية من استنزاف للاعبين واللاعبات والكوادر العاملة وعدم توفر ظروف مناسبة لصناعة البطل الرياضي.

سعادتنا وفرحتنا بالانجازات التي تحققت لرياضتنا في هذا الاستحقاق العربي الكبير (وهي من حقنا وفي مكانها) يجب أن لا تشغلنا عن القيام بدارسة تقويمية لهذه المشاركة، ولكل لعبة رياضية على حدا، فالانجاز تفاوت بين لعبة وأخرى، والنجاح لم يكن على نفس السوية في جميعها، والاهم من ذلك تقويم عمل الاتحادات التي لم تمتلك جرأة المشاركة، لقناعتها بعدم قدرتها على تحقيق الحضور المطلوب، والذي حدده المكتب التنفيذي وفق مقياس إحراز الميدالية أو على الأقل المنافسة عليها.

وفي هذا السياق تحضرنا بشكل خاص العاب الكرة الطائرة والمبارزة وكرة اليد والتي يبدو أنها تنام في سبات عميق وباتت بحاجة لخطوات عمل جديدة وجدية غير تلك التي تقوم بها الاتحادات عادة في كل مرة تحاول فيها إخراج هذه الألعاب من سباتها الطويل.

ختاما لا يسعنا إلا توجيه الشكر للقيادة الرياضية، التي راهنت على إرادة أبطالنا وبطلاتنا، وتصدت لهذا الاستحقاق العربي الكبير والمفاجئ، ووفرت له ظروف وشروط المشاركة المناسبة وساهمت بعودة متألقة لرياضتنا إلى محيطها العربي، وهو ما لم يكن يتمناه البعض من أعداء النجاح، ممن راهنوا على فشل كبير لرياضتنا لغايات شخصية ونوايا خبيثة، وما لبثوا ليعودوا اليوم بعد أن خابت أمانيهم للحديث عن تفاصيل وأشياء ليس لها وجود إلا في مخيلتهم، للتقليل من أهمية انجازات رياضتنا في الدورة العربية التي كانت موضع إعجاب وتقدير كل الوفود العربية المشاركة وكل متابعي ومحبي رياضتنا وأبطالنا وبطلاتنا على مساحة تراب الوطن.