في الصميم

الانسجام ثم الانسجام

أنور البكر


عندما تم انتخاب الاتحاد الحالي لكرة القدم في مثل هذه الايام قبل عام بنى الكثيرون آمالاً كبيرة على هذا الاتحاد الذي يضم اسماء لها بصمات مضيئة على الكرة السورية كنجوم للعبة كان لهم شأن كبير كلاعبين متميزين صدحت الملاعب باسمائهم.., ولكن من سوء حظ هذا الاتحاد إنه جاء في ظروف استثنائية صعبة في مقدمتها جائحة كورونا التي اوقفت العالم على قدم واحدة منذ مطلع هذا العام، إضافة إلى وجود تراكمات كثيرة خلفتها السنوات السابقة من عمر كرتنا وفي كافة مفاصل العمل الاداري والفني والتنظيمي وحتى الجماهيري.

مع كل ما ذكر سابقا يجد المتتبع لعمل الاتحاد الحالي أن حجم الاخطاء والمشكلات التي تواجهه أو يقع فيها، تتجاوز تلك الظروف التي تحدثنا عنها، والتي بدأت منذ الايام الأولى لعمل الاتحاد ولم تنته حتى اليوم، حتى بات هناك من يشيع أن هناك عملاً مدبراً لإفشال الاتحاد وهو أمر لم يثبت بالدليل حتى الآن.

وبعيداً عن الاخطاء الادارية التي وقع بها الاتحاد والعثرات التحكيمية التي تقع بها طواقم التحكيم التابعة له والتي باتت معضلة المعضلات إضافة لقضايا أخرى باتت معروفة للجميع, فإن مشكلة الاتحاد الأكبر هي التردد في اتخاذ القرار بعد كل حادثة من تلك الحوادث أوفي كل مرة يكون مطلوباً منه أن يكون حازما وصارماً.

وعلى سبيل المثال لا الحصر فإن قضية نادي الكسوة بقيت معلقة أكثر من ثلاثة أشهر، ثم جاءت مشكلة اللاعب شعيب العلي التي تأجل البت فيها إلى ما بعد نهاية الدوري، وتتويج تشرين باللقب الذي هو طرف اساسي بالموضوع, وبعدها مشكلة عدم تثبيت مشاركة الاندية السورية في مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي، والتي تم تشكيل لجنة تحقيق على اثرها لتحديد المقصرين ولم يصدر عنها أي شيء حتى الآن, لتأتي هذه المرة مشكلة الاعتداء على الحكم والتي احتاجت لعقد عدة اجتماعات للبت فيها دون الاتفاق على قرار محدد.

مصادر من داخل الاتحاد تشير إلى أن أحد اهم اسباب ما يحدث هو عدم الانسجام الحاصل في جسم الاتحاد حيث يقوم كل فريق بشد البساط باتجاه معين وبالتالي اصبح حسم كل قضية يحتاج لوقت اطول وسجالات أكثر وصولاً إلى الحاجة لتدخل اطراف أخرى لتقريب وجهات النظر بين الفريقين في أكثر من قضية.

ومن هذا المنطلق نعتقد أن مشكلة الاتحاد داخلية أكثر منها مشكلة وجود أطراف خارجية تعمل على إفشال عمل الاتحاد كما يحاول البعض الترويج له, لذلك فإننا نرى أن نجاح الاتحاد وتعزيز قدرته لتجاوز أي مطبات قادمة يحتاج إلى أجواء أكثر ايجابية وانسجاماً بين أعضاء الاتحاد أنفسهم قبل الحديث عن أي شيء آخر.