في الصميم

تطور ملفت

أنور البكر


شهدت البطولات الرياضية خلال الأيام الأخيرة انطلاقة مكثفة، تشير إلى عودة عجلة النشاط إلى الدوران مجدداً مع بداية الموسم الحالي, فقد احتضنت مدينة الفيحاء الرياضية بدمشق تنظيم بطولتي كأس الاتحاد بكرة السلة لفئتي الناشئين والناشئات, وتصدت محافظة حلب لاستضافة بطولة الجمهورية للمصارعتين الحرة والرومانية لفئة الناشئين, وأقيمت في صالة تشرين بطولة الجمهورية للكاراتيه.

الملفت في البطولات المذكورة اعلاه ودون استثناء المستوى الرائع والحرفية العالية في التنظيم والتي كانت محط اعجاب المشاركين وثناء المتابعين, وهو ما يشكل تطوراً جيداً تحتاجه ألعابنا لتسلك طريقها نحو واقع افضل وآفاق أكثر رحابة.

هذا التطور الملفت لم يكن وليد الصدفة بل جاء نتيجة رغبة صادقة وجهود كبيرة من قبل القائمين على تنظيم هذه البطولات, و(القائمين) لا تشمل فقط الاشخاص الذين في صدارة المشهد بل تشمل ايضاً كل الجنود المجهولين الذين يعملون بصمت وبعيداً عن الأضواء لتنفيذ رؤية وخطة اتحادات العابهم لإنجاح هذه الانشطة وخروجها بهذا الشكل الحضاري.

الايجابية الاضافية لما ذكرنا هو حجم المشاركة الكبير الذي حظيت به هذه البطولات خاصة ونحن نتحدث عن العاب فردية مثل المصارعة والكاراتيه, هذه المشاركة التي كانت مفاجأة سارة, أنتجها الاهتمام والتفاعل من قبل الاندية واللجان التنفيذية بالمحافظات والتي اكملت عقد النجاح بحضورها ومتابعتها, ويكفي ان نذكر أن رؤساء ست لجان تنفيذية كانوا حاضرين مع منتخبات محافظاتهم في حلب لمتابعة بطولة لعبة فردية للفئات العمرية, لنؤكد ما أشرنا إليه.

في الجانب الاعلامي يبدو أن العابنا الرياضية وبطولاتها وأنشطتها على موعد قادم مع الاهتمام والمتابعة وهذا ما ظهر جلياً من خلال التغطية الاعلامية المكثفة للبطولات المذكورة سواء عبر وسائل الاعلام أو صفحات التواصل الاجتماعي وبشكل خاص الصفحات الرسمية للاتحادات المعنية, التي بدأت بالفعل تجد طريقها نحو تقديم عمل وأنشطة العابها بصورة جيدة, وهي قادرة على الانتقال إلى العمل الاحترافي الكامل في حال توفرت لها الامكانات المطلوبة والقناعة التامة من الاتحادات بأهمية الجانب الاعلامي كركن اساسي من العمل وليس مجرد ترف لا طائل منه كما يعتقد البعض.

ما نأمله هو استمرار هذا الاهتمام وجودة العمل في بطولاتنا المحلية وفي جميع الألعاب كونها المكان الطبيعي لظهور المواهب المتميزة, وبالتالي تحقيق الهدف المنشود منها وهي رفد المنتخبات بالعناصر القادرة على الوصول بعيداً في تطورها إذا ما توفرت لها سبل الرعاية والاهتمام من اتحاداتها.