في الصميم

توصيات وقرارات

أنور البكر


تؤكد معظم المؤتمرات السنوية للمؤسسات الرياضية المتسلسلة على ضرورة إلزام الأندية على الاهتمام بالألعاب الفردية والألعاب الجماعية غير الاحترافية، وهو الأمر الذي تضمنته كل توصيات المؤتمرات العامة للاتحاد الرياضي العام وتوجيهات المجلس المركزي والتي أصدرها المكتب التنفيذي كقرارات (ملزمة) مرة بتخصيص ميزانية محددة لهذه الألعاب ضمن الميزانية العامة للأندية تصرف بمعرفة ومتابعة اللجان التنفيذية بالمحافظات، ومرة أخرى بضرورة وضع خارطة رياضية للألعاب تتوزع بموجبها الألعاب غير الاحترافية على الأندية في كل محافظة مع الأخذ بعين الاعتبار إمكانية تفعيل هذه اللعبة أو تلك تبعا لوجود أماكن تدريب وكوادر لها في هذا النادي أو ذاك.

هذا بالنسبة للتوصيات والتوجيهات والقرارات فما الذي تم تطبيقه على ارض الواقع.. لنأخذ مثال لعبة المصارعة التي تعد أحد ألعابنا الإستراتيجية، ولنرى مدى حضورها في المحافظات الكبيرة التي كانت يوماً هي المعاقل الرئيسية للعبة وهي دمشق وحلب وحمص إضافة إلى محافظة ادلب التي لها ظروفها الخاصة حالياً والتي لا يمكن القياس عليها.

في دمشق اللعبة نشيطة في هيئة نادي الجيش وبنسبة أقل في نادي بردى وكانت حاضرة في نادي الوحدة بشكل مقبول حتى قبل أشهر من الآن حيث بدأ تقليص الاهتمام بها وصولاً إلى توجه جدي إلى إلغائها مع رياضة الملاكمة من أسرة العاب النادي، وهو الأمر الذي أصبح اليوم موضوع شكوى من قبل كوادر اللعبتين.

في حلب (تتعكز) اللعبة على ناديين هما الحرية والاتحاد وضمن إمكانات محدودة جداً لا توفر أدنى متطلبات الكوادر (على قلتها) والتي بدأت تنفض عن اللعبة بعد أن فقدت الأمل بالتفاتة اهتمام من إدارات الأندية المتعاقبة كما صرح قبل أيام رئيس اللجنة الفنية للمصارعة في حلب.

في حمص هناك بارقة أمل طيبة في نادي الوثبة الذي قامت إداراته قبل حوالي العامين بإعادة الاهتمام باللعبة وهيأت لها ظروفاً جيدة من صالة تدريب مناسبة وتعويضات تحفيزية للكوادر واللاعبين لتنجح هذه التجربة خلال المدة القصيرة بإيجاد قاعدة كبيرة من المواهب والأبطال الذين وجدوا لهم مكاناً في المنتخبات الوطنية وكررت التجربة مع لعبة رفع الأثقال أيضاً، أما في بقية أندية حمص التي تعد بالعشرات فلا حس ولا خبر للعبتي المصارعة أو رفع الأثقال.

ما المطلوب.. نعتقد أن أحد أهم الأولويات هو منع أي ناد من إلغاء لعبة معينة لديه إلا بموافقة القيادة الرياضية وبناء على أسباب معللة، تفعيل قرار إلزام الأندية بتخصيص ميزانيات محددة للألعاب غير الاحترافية، وجود عضو في إدارة كل ناد يكون من أبناء اللعبة الموجودة في النادي بحيث يكون خط الدفاع عنها، تقديم الدعم اللازم (مركزياً) لهذه الألعاب من خلال توفير الأدوات والتجهيزات التخصصية وتقديم حوافز مادية للكوادر واللاعبين.