في الصميم

حتمية التغيير

أنور البكر


التغيير سنة الحياة, ومن طبيعة الأشياء, وبغض النظر عن محتواه يأتي غالباُ تلبية لاحتياجات يفرضها الواقع المتغير, ويتم تبنيه من جهة تنفيذية لديها رؤية جديدة تسعى إلى تطبيقها, لكنها تحتاج لظروف مختلفة ونمط تفكير مغاير وأسلوب عمل جديد وربما اشخاص آخرين لديهم مهارات معينة.

ولأن مقاومة التغيير من صميم الطبيعة البشرية, فإن اي عملية تغيير غالباً ما تواجه صعوبات كبيرة وعرقلة من اطراف عديدة, ركنت لواقع معين واعتادت على رتابة محددة وطريقة عمل ثابتة رغم كل المتغيرات التي تحيط بها.

في واقعنا الرياضي الحالي نجد أن اي خطوة جديدة نحو التغيير في اساليب العمل وآلياته وطريقة تنفيذه يلقى نوع من القبول والرضى وحتى الثناء من قبل غالبية الكوادر والمتابعين, ولكنه في الوقت نفسه يواجه الكثير من الممانعة في التنفيذ, والالتفاف على مضمونه لتفريغه من محتواه والعودة إلى المربع الأول, وكل ذلك بسبب وجود اشخاص متحكمين ببعض مفاصل هذا العمل لا يريدون هذا التغيير لأنه قد يأتي على مصالحهم ومنافعهم الشخصية، وللأسف غالباً ما ينجحون في فرض ارادتهم ومصالحهم على حساب مصلحة الرياضة والرياضيين, رغم ادعائهم الزائف بضرورة التغيير والتطوير.

كل هذه المقاومة وما زلنا نتحدث عن تغيير وتطوير في طريقة وأسلوب العمل فماذا لو كان التغيير يشمل اشخاصاً في مواقع معينة, بدءاً من مسؤول تجهيزات في فريق رياضي ومروراً بالمدربين وإدارات الأندية واللجان الفنية وليس انتهاء بقيادات اللجان التنفيذية واتحادات الألعاب..؟ بالتأكيد ردات الفعل ستكون قوية بل وصادمة احياناً من هؤلاء الاشخاص الذين شملهم التغيير, وأول شيء يقومون به هو محاولة الاساءة لسمعة الأشخاص الذين حلوا في مكانهم, ومن ثم الانتقال إلى المرحلة الأكثر ضرراً وهي محاولة عرقلة وإفشال عملهم حتى ولو كان ذلك على حساب مصلحة رياضتنا الوطنية التي كانوا يدعون أنهم يضحون بالغالي والنفيس من أجلها.

بعد كل ما ذكرنا ما الذي نريد قوله...؟

قد ينجح هؤلاء بالتشويش أو عرقلة سير عملية التغيير التي تعمل عليها القيادة الرياضية, ولكنهم بالتأكيد غير قادرين على ايقافها وسيكون مصير محاولاتهم الفشل ومحصلة اعمالهم هي الكشف عن الوجه الحقيقي لهم, والأهم من هذا وذاك أن لا تكون هذه المحاولات سبباً في تسرب اليأس إلى نفوس القائمين على عملية التغيير والتطوير في طريقة وآليات عملنا الرياضي التي يراد منها الانطلاق نحو افاق افضل ومستقبل أجمل لرياضتنا السورية.