في الصميم

حقيقة مؤلمة

أنور البكر


تعد الأندية الركيزة الأساسية للعمل الرياضي بصفتها حلقة أولى من خلالها تتشكل بقية حلقات العمل لتشكل وحدة واسعة تغطي مساحة الجغرافيا برمتها، وبقدر ما تكون الحلقة المركزية والمحورية الصغيرة (الأندية) قوية وصلبة بقدر ما نضمن تماسك بقية الحلقات واستمرار حركتها بيسر وانتظام.

ونعتقد أن الكل متفق على هذه الحقيقة بحسب ما يتم تأكيدها في كل اجتماعاتنا ومؤتمراتنا الرياضية حيث الجميع يتحدث عن الأهمية الكبيرة  للأندية وتأثيرها  الفائق  على بقية مفاصل العمل الرياضي  وصولا للمنتخبات الوطنية.

والسؤال هنا أمام هذه الحقيقة الناصعة، هل يتوفر لأنديتنا الظروف المناسبة والشروط المطلوبة  للقيام بهذا الدور الكبير.

وهل تدرك إدارات الأندية هذه الأهمية وتعمل وفقها وهل تعرف حجم المسؤوليات الملقاة على عاتقها، وهل  تتعامل المؤسسات الرياضية وفق تسلسلها الوظيفي وعلاقاتها المتبادلة مع الأندية وفق هذه الحقيقة، فتقوم بتقدير ظروف الأندية فتخفف من أعبائها الكبيرة أم العكس.

الانطباع الثابت لدى معظم اتحادات ألعابنا الرياضية أن إمكانات ومقدرات الأندية تسخر للألعاب الاحترافية وبشكل خاص لكرة القدم  التي تستهلك في كثير من أنديتنا أكثر من ٩٠% من ميزانياتها، وهذه حقيقة مؤلمة أدت مع مرور الوقت إلى اندثار العاب عديدة لا تملك اتحاداتها وكوادرها إلا الشكوى التي لا تريد إدارات الأندية الاستماع لها.

وما زاد الأمر صعوبة على  الأندية جنون سوق انتقالات اللاعبين الحاصل منذ عدة سنوات والذي وصل هذا العام إلى درجة تخالف العقل والمنطق وتفرض علينا اليوم  اتخاذ خطوة جريئة لإعادة النظر بقانون الاحتراف برمته ووضع ضوابط تمنع هذا الشطط والجنون.

بالضفة المقابلة نعتقد انه بات من الضروري تفعيل بعض قرارات المجلس المركزي والمؤتمر العام التي تؤكد على تحديد نسب معينة من ميزانيات الأندية للألعاب غير الاحترافية تتيح لها البقاء والاستمرار حتى في الحدود الدنيا.