في الصميم

دوري الظل

أنور البكر


يشكل الدوري الممتاز لكرة القدم بكل إشكالاته ومنغصاته حالة مقبولة بل وجيدة إذا ما تم مقارنته بدوري الدرجة الأولى و(المسرحيات) التي تتخلله في كل مرحلة من مراحله ومن كافة النواحي بداية من بعض الملاعب التي فرضت على الأندية أو تلك التي تم اختيارها عن سابق إصرار من الأندية نفسها لأسباب عديدة في مقدمها أن بعض الأندية الضعيفة ترى في سوء ملاعبها سلاحاً تحارب به الأندية الأفضل مستوى منها والتي غالباً ما تلعب بحذر شديد على الأرضيات السيئة تجنبا للإصابات، إضافة إلى المرافق الخدمية للفرق في هذه الملاعب التي تكاد تكون شبه معدومة أو في حالة مزرية.

في جانب التحكيم تجد أحيانا أن بعض الحكام (ومنهم دوليون) ينسون كل القوانين ويضعون أمام أعينهم هدفاً واحداً هو إيصال المباراة إلى بر الأمان بغض النظر عن تحقيق عنصر العدالة بالقرارات التي يتخذونها، الأمر الذي يلحق الضرر ببعض الفرق، هذا إذا استثنينا تكليف بعض الحكام الضعفاء لقيادة بعض المباريات والذين يكون الأذى الذي يتسببون به شاملا للفريقين.

من جهة الجماهير وبعيدا عن موضوع الملاعب التي تستضيف مباريات الدرجة الأولى والتي لا تتوفر في معظمها أدنى الشروط المطلوبة للحضور الجماهيري، فإن ما تقوم به بعض الجماهير على قلتها يضاهي الكثير مما نشاهده في الدوري الممتاز من شتائم وإساءة بحق الفريق المنافس والحكام والملفت في الأمر أن بعض هذه الأندية حديثة العهد في كرة القدم وجمهورها كذلك ومع ذلك تجدها تتقن (سمفونيات) الإساءة بشكل احترافي وكأن أول شيء نلقنه لجماهير كرتنا هو الجانب السلبي من التشجيع ومؤازرة فرقها.

نعتقد أن اغلب المشكلات التي تحدث في دوري الأولى سببها انه يقام بعيدا عن أضواء الإعلام، حيث لا نقل تلفزيوني ولا حضور إعلامي لمبارياته وهو بالفعل كما كان يطلق عليه سابقا (دوري الظل) بكل ما لهذه التسمية من معنى، مما يفسح المجال أمام كل المعنيين بإقامته ليعملوا وفق معادلة (تنفيذ نشاط) بغض النظر عن الجودة والنتائج وتطبيق القواعد والقوانين، ومعالجة هذا الواقع أو تحسينه قليلا هو مسؤولية اتحاد الكرة ولجنة المسابقات إضافة إلى الإعلام الرياضي الذي عليه أن يكون حاضرا..

أخيرا كل ما ذكر سابقا ينطبق بشكل أو بآخر على دوريات الفئات العمرية حتى في دوري شباب الممتاز سواء بالوقائع أو الأسباب.