في الصميم

ظاهرة سلبية

أنور البكر



تقول القاعدة العامة أن الجمهور الرياضي هو فاكهة الملاعب وهو اللاعب الثاني عشر في فريق كرة القدم نظراً للتأثير الايجابي الذي يصنعه من خلال مساندته لفريقه في المباريات، وهو الذي يعطي المنافسات الرياضية تلك الأهمية والحماس والشغف، إلا أن لهذه القاعدة الكثير من الشواذ التي بدأنا نراها في ملاعبنا الكروية والتي تترك الكثير من الآثار السلبية على هذه المباريات وبالتالي على البنية الجماهيرية ككل.

ولعل ابرز تلك السلبيات هي ظاهرة الجمهور الذي لا يتقبل معادلة أن الرياضة فوز وخسارة، بل يريد دائماً أن يرى فريقه فائزاً وإلا فالويل والثبور وعظائم الأمور للفريق الخصم وجمهوره ومنظمي المباراة وحتى القائمين على اللعبة.

ظاهرة باتت واضحة للعيان وأصبحت ميزة لصيقة بعدد من جماهير الأندية على ساحتنا المحلية, والغريب في الأمر أن هذا النوع من جماهير الأندية الذي كان يقتصر سابقاً على ناديين أو ثلاثة بات يتكاثر في السنوات الأخيرة, والأدهى من ذلك من قبل أندية حديثة العهد وتلعب فرقها في دوريات الدرجات الدنيا وليس الممتاز, وعدد الجماهير التي تساندها قليل نسبياً إلا إنه فاعل ومتمكن في افتعال الشغب والإساءة لكل من يكون موجوداً في المباراة.

اللافت في هذا الموضوع هو الدور السلبي الذي تلعبه بعض كوادر الفرق من مدربين وإداريين وحتى من أعضاء الإدارة والمتمثل بتشجيع الجمهور على افتعال المشاكل بقصد أو من دون قصد من خلال انفعالاتهم غير المتوازنة واعتراضاتهم غير الصحيحة على دكة الاحتياط أو افتعال اشكالات مع طاقم التحكيم والقائمين على تنظيم المباراة وهو الأمر الذي يزيد من انفعال الجمهور وتهيئته للقيام بما لا يحمد عقباه.

قضية يجب أن تأخذ الاهتمام المطلوب من اتحاد كرة القدم من خلال الحوار مع إدارات هذه الاندية بالذات، التي يجب عليها تنظيم وتوعية جماهيرها من خطورة افتعال الشغب في المباريات وأن يتعامل مع هذه الظاهرة بصورة حازمة وفاعلة حتى لو اضطر الأمر إلى إقامة جميع مبارياته من دون حضور جماهيري، ومعاقبة كل متسبب بذلك، أما مسألة التحكيم التي تعتبر أحد أهم اسباب المشكلات التي تحدث في المباريات فيبدو أنها عصية على الحل في ظل ما نراه في عديد من المباريات التي تشهدها ملاعبنا... والكرة دائماً في ملعب اتحادها ولجنة حكامها.